Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لهذا كرهت الرياضيات

 

كان جعفر من الطلبة المتفوقين في الدراسة في مرحلة الابتدائية و الاول على أقرانه و عبر الى مرحلة المتوسطة مستصحباً هذا التفوق فكان الاعفاء في كافة الدروس وسام التميز الذي له نكهة خاصة حتى انتقاله الى الصف الثاني متوسط الذي كان مفترق طرق في حياة جعفر الدراسية و خاصة في مادة الرياضيات التي كان من المميزين فيها , فخرج من الصف الثاني و هو يكره هذه المادة الثقيلة كثقل جامبو الجبار و غبائه مقارنة مع خفة و ذكاء  صاحبه ساسوكي في الكارتون المشهور الذي كان يعشقه في ثمانينات القرن الماضي و السبب الرئيسي في هذا التحول الذي كلفه تغير في بوصلة مستقبله هي مدرسة مادة الرياضيات الست ( رضية ) التي كانت  تشبه السيد جامبو الجبار في كل شيء الا في كونها أمرأة تقريباً , و لأختصر لكم ما كانت تفعله في واجبها المقرر في التدريس و الذي كانت تأخذ عليه راتبها هو أنها نقلت مطبخها و بيتها الى الصف و سرقت من جعفر و أصحابه درسهم  و مستقبلهم ....

من المعروف إن مادة الرياضيات هي مادة علمية و عقلية بحتة تعتمد على الفهم العقلي للدرس و ليست مادة نصية يمكن ان يحفظ منطوقها الطالب  و يرددها عن ظهر الغيب كالقصائد و غيرها و كانت نوعية الدرس في الصف الثاني المتوسط هي أنتقالة نوعية من الحساب الى العمليات المعقدة كالجبر و اللوغارتميتات و غيرها و لكل هذا كان دور مدرس مادة الرياضيات مفصلي و مهم جدا في ايصال المعلومة لذهن الطالب و لكن هذا لم يكن في ذهن الست رضية التي كانت تدرس الرياضيات على طريقة لك سيدتي .. فقد كانت تدخل الصف و في يدها تلك الحقيبة المصنوعة من القماش و المطرزة بالورود و الدببة لتخفيها تحت المصطبة و تباشر عملية التدريس فتكتب عنوان الموضوع على السبورة و تنقل الامثلة الموجودة في الكتاب مرددة الارقام بصوت لا يسمعه الا هي و السبورة ثم تلتفت الى الطلبة الذين أنشغلوا بكل شيء الا الانتباه لما تكتب و تبادرهم بعبارتها المعهودة : هل يوجد من لم يفهم الدرس ؟؟

فيرفع كل من في الصف يده ملوحاً أنه لم يفهم شيئاً من الدرس !!

فتجيبهم بجملتها السحرية : ستفهمون عند حل التمارين ...؟؟

لتنتهي الخمس دقائق المخصصة للتدريس و تبدأ فترة الطبخ ..

فتصعد حقيبة القماش الى المنصة و تخرج منها القدور و الخضر و الرز و تبدأ مرحلة صنع الدولمة أو التبسي أو الباميا بحسب المقرر في ذلك اليوم  أو تخرج منها أدوات الحياكة من صوف و أميال و لتذهب الرياضيات الى الجحيم و ليذهب الطلاب للعب و المزاح و الصراخ و القصص و العراك و عندما يرتفع الصراخ الى ابعد من حدود الصف تصرخ الست رضية بهم : هدوء .. شنو أنتم مخابيل ؟؟

فتعيد الحياة الى طبيعتها و لكن ليس لوقت طويل فسرعان ما يعود كل منهم الى شأنه ... في الدرس الذي يليه يأتي الطلاب منتظرين فهم الموضوع من خلال حل التمارين كما وعدتهم الست رضية و لكن هذه المهمة يتكفل بها ثلاثة فقط من الطلاب و هم ابن المدير و ابن المعلم و ابن الرفيق الذين ولدوا و القلم في ايديهم على غرار من ولد و ملعقة الذهب في فمه أما ولد الخايبة من غير المحظوظين فمصيره الحكم بغبائه لينتهي منتحلا صفة أبو خليل وليدافع عن البوابة الشرقية لوطن الاعراب ,  بعد أن كرهوا درس الرياضيات , أما اليوم فجعفر يجمع الاموال من عمله في (العمالة ) ليوفر لابنه مبلغ المدرسين الخصوصيين و دورات التقوية حتى لا يكره ابنه درس الرياضيات , و دمتم سالمين . 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
تظاهراتكم قد فسدت- الجزء الثاني – من فوبيا إيران إلى أحضان إسرائيل صائب خليل/ قبل سنوات كانت الصحافة الهولندية تسأل الشابة الصومالية التي وجهتها السي آي أي لإثارة الناس ضد الإسلام في هولندا، إن كانت تفكر بالتوقف عن عملها خوفاً على حياتها أم أن لها الشجاعة اللازمة للإستمرار. تمييز الظاء لطلبة الإملاء صائب خليل/ "لاحظ الموظف الظريف النظيف, ظلم حنظلة الفظ الغليظ, لكنه كظم غيظه ودفع الثمن الباهظ, وظن نفسه محظوظا ان حظي بتلمظ شظية من مؤتمر اصدقاء برطلة إبعاد الكلدان والسريان وتجييره كدعاية انتخابية للمجلس الشعبي حبيب تومي/ اموال طائلة خصصت لتمويل مؤتمر اصدقاء برطلة ، وبُدأ قبل مدة كافية للتحضير له ، كما كانت هنالك حملة إعلامية سبقت عقد المؤتمر صدام حسين أمر بقتلها.. هكذا نجت زوجة الرئيس الفرنسي من الاغتيال بالسليمانية صدام حسين أمر بقتلها.. هكذا نجت زوجة الرئيس الفرنسي من الاغتيال بالسليمانية في حوارٍ مع صحيفة الشرق الأوسط، يكشف مدير شعبة أميركا في المخابرات العراقية، سالم الجميلي، تفاصيل محاولة رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين في التخلّص من "دانيال ميتران"، زوجة الرئيس الفرنسي "فرانسوا ميتران" في تسعينيات القرن الماضي
Side Adv1 Side Adv2