Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لنحرق نظامنا السياسي .. بدل أن نحرق أنفسنا !!

عندما يصبح الأنسان مقيد اليدين .. ومغلول الأرادة .. مشتت الفكر وساكت رغما عنه عن كل مايجري دون أن يكون له أي دور في المجتمع , وعندما يصل به اليأس الى ان يحرق تفسه ليعبر عن غضبه أو نبذه لواقعه .. وليعبر عن كبت سنين وسنين من الحيف والظلم والقهر , وعندما تكون ظروفه صعبة وحالته المعاشية متردية وحريته مقيدة وحقوقه مسلوبة .. لابد من غضبه في يوم ما أن ينفجر وهنا يصبح التعبير حسب مايرتأيه ويعتقده أنه السبيل الى التغيير أو نبذ الواقع الذي يعيشه .. وهناك الكثير من الثورات العالمية كانت أسبابها وشراراتها الأولى السبب الى نبذ الواقع والتغيير الجذري لواقع المجتمع بكل أشكاله وهذا من أهم أسباب التطور والرقي والسبيل الى حرية الفكر والديمقراطية الصحيحة .
وماحدث اخيرا في تونس هذا البلد العربي الصغير لهو مثال على ماوصل اليه الحال .. حين أحرق المواطن التونسي محمد البوعزيزي نفسه ليصبح عبرة للكثير والملايين من العالم ككل ولعالمنا العربي خاصة .. حيث ضحى بنفسه وخسر شبابه ليوصل رسالة الى الحكام في بلده !
وليبلغهم ويقول : لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل فلابد من تغيير .. ولابد من سبيل الى ذلك , لم يجد هذا الشاب البريء والمواطن الصالح غير أن يحرق نفسه !! نظرا لحالة اليأس التي وصل اليها .. حيث لاسبيل الى التعبير ولاطريق الى التغيير .. ألا الطريق الذي سلكه وكانت النتيجة حتمية وفورية وهي تنحي الحكومة التونسية وأستقالتها .. حيث كان جواب الرئيس التونسي كلمة واحدة وهي ( لقد فهمتكم ) !!
ولكن هنا نقول .. هل حرق الأنفس هو الحل دائما ؟ مع أجلالنا وتقديرنا لموقف هذا المواطن الذي أصبح بطلا قوميا في بلاده وبلدان أخرى , حيث كانت رسالته بسيطة وواضحة ومباشرة وكانت نتيجتها فاصلة وحدية في نفس الوقت .
ولو قارننا مايحدث في باقي الدول العربية وأنظمتها السياسية التي تكاد تكون متوارثة للسلطة وقابعة على كراسي الحكم , وبجميع أنظمتها ( جمهورية .. ملكية .. الخ ... ) حيث الديمقراطية شعارات ليس ألا ! والأنتخابات متكررة متسلسلة ومعروفة النتائج !! والزعماء نفس الزعماء والساسة نفس الساسة .. وهذا واحد من أهم الأسباب التي تجعل شعوبنا العربية ثابتة في مكانها لاتطور ولاتقدم ولاتغيير !! لأن الساسة هم هم دائما ..وأفكارهم نفس الأفكار تكرار في تكرار ليس ألا ! وممارساتهم هي هي .. والتغيير فقط في الشعارات والكلام المنمق والخطب الرنانة !
أما جوهر الحال فهو كما هو دائما وهذا هو واقعنا ولعقود مضت وأجيال مرت , أذ أن أصحاب المناصب في بلداننا العربية يحتلوها ويتوارثوها أو بالأحرى يمتلكوها !! وعلى كل المستويات لهذا نرى دائما خطط البناء والأعمار محدودة وخطوات التقدم والتطور معدودة , وهذا مايحصل في أكثرية بلداننا العربية باستثناء القليل منها .
أذن هناك خلل في نظامنا السياسي برمته وهذا الخلل لابد من أصلاحه وأعادة النظر فيه مثنى وثلاث وأيجاد البدائل والحلول التي تسير بشعوبنا وبلداننا الى الأمام كما حدث ويحدث في أكثرية دول العالم , خاصة أننا نمتلك كل مقومات التغيير ! حيث لايكون حرق الأنفس طريقة للتعبير وسبيلا للتغيير , بل حرق أنظمتنا السياسية التي عفا عليها الزمن .. أنظمتنا التي هي خطأ من أساسها .. أنظمتنا التي تستحوذ على الحكم بكل الطرق ولاتقبل بالتغيير ولاترضى بان ينافسها أحد على السلطة !! أنظمتنا التي تلتصق بالكراسي والمناصب وتعتبر نفسها هي ولاغيرها !
والأمثلة كثيرة جدا , فأما نحن أو لاأحد ! ولاننسى أن الأفراد والمواطنين هم جزء من هذا النظام .. ولهم دور في أستبداد الحكام وطغيانهم .. والسبب هو الرياء والنفاق السياسي !
وتأليه الحكام من قبل هؤلاء وجعلهم ظل الله على الأرض وبالكثير من الممارسات !! ونقل الصورة الخاطئة عن واقع الحال وأحوال العامة حفاظا على مصالحهم .
أذن لابد من قفزة وثورة على واقع الحال المزري هذا .. وتغيير أنظمتنا السياسية من أساسها لنقول أننا فعلا سنغير واقعنا ونسير بشعوبنا في ركب الحضارة والتطور .
أذن فلنحرق أنظمتنا السياسية بالتغيير والتطوير والسير في كل مايخدم لنبني ونعمر ونخطو خطواتنا بثقة لخير الكل ومنفعة الكل دون تمييز او أستثناء .. وهذا كله مرتبط بنا نحن كأفراد وشعوب تسعى للتغيير ولحياة أفضل ووافع أحسن .. فلنبدأ من الآن ولابد من نتائج عاجلا أم آجلا ودون أن نحرق أنفسنا .

4/ 2 / 2010 / تركيا
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
الدروس التي تعلمناها… مؤخرا !!! يشهد تاريخ المسيحيين في هذه المنطقة – منطقة الشرق الأوسط – سلسلة من الأعتداءات التي طالتهم في الحقب التاريخية المتعاقبة عذراً عزيزتي لأقول لك نحن نعيش في عالم ردي وزمن أردى منه نعم في عالم أضحى غابة يظنها البعض انها عالمه الفريد يتقوى ويستأسد على كل أمين ومسالم يحاول لا بل يسلبه كل شيء جميل ويطفيء كل شمعة منيرة وضاءة تنير الطريق وتمهده للسالكين والسائرين ويقتل كل نفس وفكرة خيرة بناءة طهور بعد أن نصب نفسه قاضياً وجلاداً ووضع له شريعة بحسب هواه إن كان طارق عزيز مجرماً فإن غبطة البطريرك أب! بعد حرمان طويل من التمتع بممارسة الحرية خصوصاُ حرية الفكر ، حصلنا على هذا الحق وإن كان خجولاً في بعض الأحيان ومعدوماً في أرض عراقنا الحبيب بسبب كثرة الموالاة والتي يصعب حصرها ، فكل ميليشية وكل حزب وكل جمعية وكل مجموع مسلحة لها دولة أو مرجعية تواليها ، وج التعليم والمدارس وبرنامج السيد سركيس اغاجان كانت مناسبة طيبة ان اسمع السيد سركيس اغاجان وهو يقول في احدى زياراته لمدن وقرى شعبنا ان بناء الانسان هو اهم بكثير من بناء البيوت , مما يعطي اشارة مشجعة لدى السامع في إدراك , من يتصدى لقضية شعبنا حاضرا ومستقبلا وهو ثقل مهم فيها , لوجوب بناء قاعدة بشرية صح
Side Adv1 Side Adv2