Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لايدري .. ولا ندري أنه يدري !

غير قليل منا يعرف ما نسبه التاريخ الى فيلسوف الأسلام الخليل بن أحمد الفراهيدي , الذي خلص من معرفته بالبشر الى أن الرجال أربعة أصناف . فمنهم من يدري ويدري انه يدري , وقال هذا عالم فأسالوه . ومنهم من يدري ولايدري انه يدري , فهذا ناس وقال ذكروه . وهناك من لا يدري ويدري أنه لايدري وقال جاهل فعلموه . ثم الفاسق الذي لا يدري ولا يدري أنه لايدري , فقال احذروه . غير أن صنفا من البشر لم يذكره الفراهيدي ربما لأنه غير حقيقي أو أصيل لا في علمه ولا في جهله , وهو من يدري ويدري أنه يدري لكنه يفعل كما لو أنه يجهل , فذلك كاذب وماكر . وهل عرفنا من هو أكذب من جلاد العراق المقبور أو أكثر منه مكرا !؟ .

بعد خلاص العراقيين من جلادهم خرجت الى النور حقائق كانت مغيبة في أعماق ودهاليز سجونه , وبعضها غيبت في الصدور ولم يكن يجرؤ من يحكيها اليوم أن يستذكرها حتى مع نفسه . ومن بعض ما غيب في الصدور ماحكاه شخص كان يرأس احدى النقابات المهنية المهمة , وبالطبع فقد كان هذا الشخص بعثيا ويقف على درجة متقدمة من سلم الأرتقاء البعثي ليشغل منصبا بهذا المستوى . حكى هذا النقيب وهو مطمئن تماما على سلامته وسلامة لسانه , انه في اجتماع ضمه ومجموعة من رفاقه البعثيين مع قائدهم الذي كان يحلو له كثيرا أن يجمع اتباعه ويلقي على مسامعهم ما اوحى به فكره المريض , أمر بتقديم الشاي لهم . يقول النقيب وبحسرة شديدة أنه لغبائه مد يده ليتناول قدح الشاي الذي أمامه قبل ان يبرد , لأن هذا من الأصول الواجب اتباعها , لكنه لم يكد يقربه من فمه حتى اقترب منه واحد من رفاق الحراسة الذين كانوا يحيطون بالمجتمعين وهمس في اذنه لينهض على الفور . وبعد ان طلب الأذن من قائده قائلا أن هناك من يطلبه على الهاتف , تبع رفيق الحراسة الى احدى الغرف المجاورة لغرفة الاجتماع وهناك كان بانتظاره عدد آخر من الرفاق انهالوا عليه صفعا على الوجه ولكما وركلا على كل مكان في جسده . وكان الضرب مصحوبا بشتائم لاذعة وأسئلة تستنكر جرأته . ثم بعد ان انتهوا منه اصلحوا له هندامه من جديد وخيروه بخبث ان كان يرغب في المغادرة أو العودة الى غرفة الأجتماع من جديد . وطبعا عاد النقيب الى غرفة الأجتماع , وهل كان سيفعل غير ذلك ؟ .

لكن المفاجأة كانت تعليق القائد على ماحدث . فقد قال موجها الكلام له ولبقية المجتمعين " ألم أقل لكم اني لا اريد اي اتصالات هاتفية تاتيكم أثناء اجتماعاتنا ؟ " .. وكأنه لا يدري بما حدث في تلك الغرفة . أي مكر هذا بل أي تصنع لبراءة لايمكن ان تجد لها موطنا في نفس رجل خارج عن تصنيف البشر ! .. ويخيل الي أن الفراهيدي لو كان من أهل زمنه المشؤوم , كان سيلعن معرفته بالذي يدري والذي لايدري .

لم أملك حين سمعت هذه الحكاية الا ان اضحك , لكنه ضحك مرير من شر بليتنا بذلك الجلاد وبرفاقه واتباعه الملعونين الى يوم الدين . لكن ما دعاني لذكرها هو الشاي .. نعم الشاي سادتي الكرام . في أخر يوم من شهر شباط بثت أحدى الفضائيات حديثا للأستاذ المالكي مع مجموعة من الأعلاميين العراقيين كانوا في ضيافته . بدا جو اللقاء وديا ومريحا الى حد اننا شعرنا بذلك ونحن في بيوتنا . ولفت انتباهي ان الأعلاميين كانوا يتناولون الشاي الذي قدم لهم دون تردد حتى أثناء ما كان الأستاذ المالكي يتحدث .

ما أجملها حرية يكرم فيها الأنسان وما أعظم الفرق بين يومنا وبين أمس لا اعاده الله .

nadiaalousy@yahoo.com

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
عودة أعمال العنف والاغتيالات ضد المسيحيين في الموصل شبكةأخبار نركال/NNN/ تقرير : يوسف لاون/ الموصل بعد الهدوء الأمني النسبي الذي أعقب عملية ام الربيعين في الموصل بداية صيف 2008 ، وما تبعها من انخفاض لنسبة الجريمة بشكل مؤقت ، وانعكاس ذلك على تناقص عمليات الاستهداف سنوات التكفير..بعد سنوات التخوين لأسباب سياسية فاضحة ! إن من يؤمن بالديمقراطية الحقيقية والحريات الأساسية كاملة ، ينبغي أن يكون مستنيرا ، يؤمن بالتغيير الدائم من اجل التقدم ارغام قائد الحملة الامنية الجديد على ترك منزله الجيران/ حاول بعضهم أن يخفي العبارة المكتوبة بطلاء أسود على الجدار بالدهان لكن الكتابة العربية لا تزال مقروءة بصعوبة وتقول ان عليك ان تغادر قائمة اياد علاوي البرلمانية تهدد بالانسحاب من الحكومة العراقية الجيران/ هددت القائمة العراقية التي يراسها اياد علاوي رئيس الوزراء السابق بالانسحاب من العلمية السياسية بالعراق احتجاجا
Side Adv1 Side Adv2