Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عرق السوس حرام


 

يبكي صديقي أحمد ويذرف دموعه بحرقة فقد بلغه من أصدقاء إن التمثال الأثير الى نفسه (السواس) دمر من قبل الجهاديين . شراب السوس من أطيب المشروبات التي تباع بطريقة تقليدية خاصة لايباع بمثلها شراب آخر، وإشتهرت بذلك الموصل، ذلك دفع فنان موصليا شهيرا ليصنع تحفة فنية رائعة لبائع السوس في مدخل المدينة، يحمل البائع قربته على كتفه ويتدلى منها أنبوب طويل، وينخفض جسده كله بالقربة لينهمر الشراب الرائق في كوب مصنوع بطريقة فنية بديعة ويرتوي المارة وأهل المحال التجارية وطلاب المدارس، وقد يمر السواس بالبيوت والحارات ويبيع للناس ماتيسر من السوس. يقول أحمد، إن التمثال صنع بطريقة مبهرة، وكنا نتسابق ونحن صبيان عند النافورة القريبة، وفي حوض ما ثم نرى أينا يتسلق قبل غيره التمثال ليصل الى الطاسة التي ينهمر فيها الشراب، بالطبع فإن الشراب هو ليس السوس، بل الماء حينها يسقط الماء على رأس الواصل الأول.


قضى عثمان الموصلي سنين عمره مبدعا يصنع الفن ويطرب الناس في الموصل وبغداد، ويسافر من حين الى آخر الى الشام وتركيا لينشر فنه، لم يكن يعلم إنه سيخلد بتمثال يعلو ويراه أهل المدينة، لكنه بالتأكيد يجهل إن الجهاديين سيدمرون تمثاله المنتصب في ساحة من ساحة الموصل، والشاعر أبو تمام ماكان يدري إن الذين ينافسونه بتلاوة القرآن سيكونون أسرع من غيرهم لتهشيم تمثاله في الموصل، ولا إبن الاثير، ولا الجزري، ولاحتى الأنبياء، فيونس الذي إبتلاه الله بأن أسكنه الظلمات بعضا من الوقت، ثم رماه الحوت على شاطئ البحر، لم يخطر بباله وهو النبي أن يكون أتباع الأنبياء واللاهجين بأسمائهم لديهم الرغبة بتدمير قبورهم التي حافظ عليها الناس مئات من السنين، ولعل من حافظ على القبور تلك هم العلمانيون واللبراليون والقوميون والسرسرية إحتراما منهم لمقام النبوة، لكن أتباع الأنبياء لم يتحملوا بقاءهم فقتلوهم وهم رقود، حتى دانيال وشيت النبيين، ومن يرد وصفه وذكره في الموصل عرضة للتدمير من آثار ومراقد وكنائس ومعابد ،بينما تباع الآثار المحرمة الى بلدان أخرى، ولاأدري كيف يكون الأثر حراما بينما يحلل المال المتاتي من بيعه !


آخر رسائل الشبكيين التي تصلني من الموصل تقول، إختطاف الشقيقين قيس ونجم عبدالله سلطان الشبكي من قبل داعش. داعش تحرق بيوت الشيعة في مناطق الشبك.إختطاف عشرين شيعيا من قرية شمسيات الشبكية اليوم. داعش تقتل المواطنين الشبكيين زينل محمد رضا ومحمود أنور محمد رضا وتحرق جثثهم في مقبرة كوكجلي بعد ثلاثة أيام من إختطافهم.


الكهرباء تنقطع عن الموصل وخدمات الأنترنت والمياه، بينما يقوم البعض بسرقة النفط وتهريبه ليباع في الأسواق السوداء بأسعار عالية.


الموصل على موعد مع الحريق القادم، والدول التي تدعم الأرهاب في العراق لابد أن تحترق بناره، لأن الله ينظر الى مايفعله الناس، ويحرك ملائكته لتضرب المارقين.

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
المندوب السامي الكردستاني في العراق صائب خليل/ لعلكم قرأتم مثلي أنباء استقبال اردوغان لرئيس إقليم كردستان نيجرفان برزاني(1) ، التي اثارت في نفسي السؤال: اليست هذه هي نفس تركيا التي أاقام الإقليم الدنيا وأقعدها حين زارها رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري، اسرى شعبنا في ايران حميد مراد/ منذ اندلاع الحرب العراقية الايرانية عام 1980 كان هناك آلاف الاسرى من الطرفين، وبعد ثمانية أعوام من القتال والخسائر الكبيرة بالرواح والاموال والتنمية، وزرع الفتنة بين الشعبين الجارين المرصد النيابي العراقي عمل جاد ومتواصل جاسم الحلفي/ عديدة هي منظمات المجتمع المدني التي حاولت رصد عمل السلطات الثلاث ومراقبتها، وعديدة ايضا المحاولات التي استهدفت متابعة قلوبنا معكم غبطة البطريرك وشكراَ على التوضيح حول القومية وهذا رأينا حبيب تومي/ في توضيح مقتضب صدر حول المسالة القومية والسياسية من قبل إعلام البطريركية الكاثولكية للشعب الكلداني والذي ورد في إحدى فقراته :
Side Adv1 Side Adv2