
تدهور الأوضاع الأمنية وغياب الخدمات الأساسية يحولان دون عودة نازحي سنجار إلى ديارهم
المصدر: كوردستان 24
منذ عشر سنوات، فرّت "حلا نور الدين" من سنجار حاملة رضيعها البالغ من العمر 30 يوماً، هاربة من جحيم الحرب وتهديدات تنظيم داعش، بحثاً عن الأمان.
اليوم، هي أم لستة أطفال، تعيش في مخيم "بحركة" في أربيل، وتجد نفسها محاصرة بين الحنين إلى مدينتها والمخاوف من العودة إلى واقع غير مستقر.
وفي حديثها لـكوردستان24، قالت حلا:
"بسبب حرب داعش فررت من سنجار، في ذلك الوقت كان لدي طفل واحد فقط وكنت خائفة جداً، الآن لدي ستة أطفال، لكن أوضاع سنجار لم تستقر تماماً، لا أستطيع إعادة أطفالي إلى تلك المدينة".
هؤلاء الأطفال، الذين وُلد معظمهم داخل المخيم، لا يعرفون شيئاً عن موطنهم الأصلي سوى ما يسمعونه عن الحرب والدمار وغياب الأمان.
حياة النزوح سرقت جزءاً كبيراً من طفولتهم، وعلّقت مستقبلهم وسط الخيام، بينما تبقى البراءة واضحة في عيونهم رغم قسوة الواقع.
وعد حسين، نازح آخر من سنجار، شارك معاناة مشابهة قائلاً:
"لقد رأينا الكثير من المعاناة في زمن داعش، كنا نخاف على أنفسنا وعلى أطفالنا. جئنا إلى كوردستان بحثاً عن الأمان والمدارس. وحتى اليوم، مدننا ليست آمنة تماماً".
يُعد مخيم بحركة واحداً من عشرات المخيمات التي تأوي آلاف النازحين من الموصل وسنجار منذ سنوات، بسبب عدم توفر الأمن والخدمات الأساسية في مناطقهم الأصلية.
هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد أرقام في تقارير النزوح أو ضحايا أزمات متكررة، بل وجوه بريئة تسكن زوايا المخيمات، تدفع يومياً ثمن الحروب التي لم يصنعوها، بينما يبقى مستقبلهم معلقاً بين الخوف، والأمل، والانتظار.
