Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

اوباما وسقف الآمال

رحل جورج بوش... تاركا لخلفه مهمة اكمال ما لم ينته منه، والاخير بدوره يحاول انتشال اقوى دولة في العالم من براثن حروب سلفه وانقاذ اقتصادها شبه المنهار، معلنا إستراتيجيته لإدارة الازمة عبر اشراك الخصوم والمؤيدين على حد سواء من ديمقراطيين او جمهوريين، واضعا نصب عينيه حجم التحديات والإخفاقات التي قد يواجهها.

كل ذلك يجري فيما تتجه انظار العالم صوب الرئيس الامريكي الجديد وقدراته الموعودة، وحزمة القرارات المرجوة التي سوف تنبثق بعيد فترة ولايته، علها ترمم ما تم افساده.

فالانطباع السائد لدى الكثيرين ان الادارة الجديدة ستركز في اولويات اجندتها على اعادة ترتيب البيت الداخلي الامريكي ووضع الحلول للمعضلات المتراكمة.

وخير دليل على ذلك استهلال اوباما عهده بالرئاسة الامريكية بانقلاب مباشر وسريع على سياسة بوش عبر تعليقه محاكمات معتقلي غوانتاناموا.

الى هنا والامر لا يزال في اطاره المعقول، ولكن الغرابة في ان الجميع يتمادى في حجم آماله وتعويله على سيد البيت الابيض الجديد، متجاهلين كون اوباما مجرد رئيس جديد ضمن سياق سلسلة الرؤساء الامريكان السابقين، وهو سياسي تقوده مصالح بلاده اولا وآخرا، مهما وصف بالمثالية التي قد تكون مجرد مغالاة في حقيقة الامر.

فالاقتصاد والعراق وافغانستان ثلاث اضلاع تمثل مثلثا يحاصر اوباما ويؤرقه، علما انه لا يختلف اثنان على ان الاقتصاد هو حجر الزاوية وابرز ما يراهن عليه اوباما في استراتيجيته، في حين يشكك العديد في قدرته على النجاح فيها دون التنصل ولو بشكل جزئي عن مسؤولية احد تلك الاضلاع او كليهما المتمثلان بالعراق وافغانستان، ان اضطرته الظروف، تاركا للمجتمع الدولي مسؤولية تحمل بعض القضايا الشائكة التي قد لا يرغب بولوج دروبها الموحلة، والانشغال بأمور خارج حدود دولته المنهكة، دون اكتراث بمواجهة اللوم او النقد من احد.

اما حجم وضخامة الهالة والابتهاج التي صاحبت صعود اوباما، تعود في الاغلب الى الارتياح السائد في التخلص من حقبة جورج بوش وفترة ولايته الدموية لا اكثر، مع اضافة الاعتبار الى كونه اول رجل من اصول افريقية يعتلي منصب الرئاسة الامريكية.

قد يكون اكثر حكمة من بوش واعتدالا وحرصا على حفظ ماء وجه امريكا، لكن تبقى السياسة هي دفة الرجل التي يبحر من خلالها. والسياسة في الغالب لاتعرف الاخلاق.

فمهما امتلأت جعبة هذا الرجل بالآمال والوعود، قد لا ترى النور، فلا يستبعد ان يجد اوباما نفسه عاجزا بالوفاء والالتزام بالكثير من تلك التعهدات الانتخابية التي قد تتهشم فوق صخور الالتزامات الرسمية والضوابط السياسية.

وان افترضنا صحه مايشاع... وكون اوباما محط الآمال لعالم يبحث عن الاستقرار والامن، فان خطوات يمكن ان يسير عليها اوباما ستحدد مستقبل هذه الامال ومدى واقعيتها:

1- سياسته في تطبيق مبادئ حقوق الانسان في العالم واعتماد معيار احادي في التعامل مع القضايا الانسانية، والغاء سياسة الكيل بمكيالين، وعدم السير على خطى اسلافه الذين تولى الرئاسة الامركية سابقا، خصوصا في ما يتعلق بقضايا الشرق الاوسط والنزاع العربي الإسرائيلي.

2- خطواته في تحقيق السلام العالمي خصوصا في عمليات الحد من التسلح وتفعيل اتفاقية حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل، دون التفريق بين اسرائيل وايران.

3- اعتماده نشر الديمقراطية كمعيار اساسي في التعامل مع الدول وتجميد دعم واشنطن الواضح للنظم الديكتاتورية المنتشرة في المنطقة المعروفة بانتهاكاتها لأبسط حقوق الانسان.

4- تناوله للمشكلة الاقتصادية وطريقته في حل الازمة في اطارها العالمي الواسع، والنأي عن انتهاج سياسة النظام الرأسمالي السابق القائم على الجشع وتغليب المصالح الضيقة للشركات الكبرى والمضاربات السريعة، فضلا عن الاخذ بعين الاعتبار المبادئ الانسانية والاخلاقية في معالجة مثل تلك المشكلات، والكف عن تأجيج الصراعات والحروب التي تصب في خدمة مصالح امريكا الاقتصادية بين دول العالم.

* مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

http://annabaa.org








Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
السيد علي السيستاني يصدر فتوى يحرم فيها اطلاق العيارات النارية عند الاحتفالات نركال كيت/أيمن العراقي/ اصدر المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني فتوى حرم فيها الاطلاقات النارية التي تطلق اثناء الاحتفالات قوات الامن العراقية تعتقل 29 شخص جنوب العراق شبكة اخبار نركال/NNN/ بلد , العراق / افادت القوات المتعددة الجنسيات بأن قوات الامن العراقية القت القبض على باسكال وردا تلتقي نائب رئيس الجمهورية ضمن وفد التضامن المسيحي الدولي نركال كيت/بغداد/ لمناقشة وضع مسيحيي العراق والمهجرين والمهاجرين العراقيين على العموم ، التقت السيدة باسكال وردا وزير المهجرين والمهاجرين الاسبق والناشطة في مجال حقوق الانسان الوضع الأمني والأمطار يسرقان فرحة العيد من العراقيين بغداد-(أصوات العراق) : قبل يوم واحد من عيد الأضحى المبارك، بدت شوارع بغداد اليوم الإثنين، تعيش حالة من الترقب والحذر نظرا لتصاعد وتيرة العنف في العاصمة اليوم
Side Adv2 Side Adv1