Skip to main content
العراق: مقاهٍ خاصة بالنساء لمزيد من الخصوصية Facebook Twitter YouTube Telegram

العراق: مقاهٍ خاصة بالنساء لمزيد من الخصوصية

المصدر: العربي الجديد

صفا الطائي

 

لم تعد المقاهي حكراً على الرجال في العراق بل افتتحت أخرى خاصة بالنساء أو العائلات، الأمر الذي لاقى استحساناً من قبل النساء اللواتي بتن يقصدنها لقضاء الوقت والعمل والقراءة ولقاء الصديقات وغير ذلك.

من بين جملة التغيرات التي طرأت على المجتمع العراقي بعد عام 2003، كثرة النوادي والأماكن المخصصة للنساء في البلاد، لا سيما المقاهي، والتي لا تعد مجرّد أماكن لتقديم المشروبات، بل باتت أشبه بملتقيات تنظم فيها أنشطة ثقافية وفعاليات مختلفة.
ولطالما كانت المقاهي بمفهومها الشعبي حكراً على الرجال، إلا أن نجاح عدد من المشاريع التي افتتحت خلال السنوات الأخيرة، وخصوصاً المقاهي النسائية أو تلك المخصصة للعائلات والتي تتضمن قسماً للنساء، أدى إلى زيادتها خلال الفترة الأخيرة، وخصوصاً في العاصمة بغداد.
ولا تختلف خدمات تلك المقاهي عن غيرها لناحية ما تقدمه للزبائن، لكنها بطبيعة الحال توفر الخصوصية، ما يجعلها مكاناً تلتقي فيه الطالبات الجامعيات والموظفات وربات البيوت. وتوظف هذه المقاهي النساء أيضاً مع عبارة تشير إلى أن المكان مخصص للنساء فقط أو النساء والعائلات، بمعنى عدم استقبال الشبان بمفردهم.
تحوّلت هذه المقاهي من مجرد استراحة لتناول الشاي والقهوة بين كبار السن، إلى مكان للّقاء بين الصديقات واجتماع الناشطات والعاملات وإقامة الحفلات وأعياد الميلاد والمناسبات النسائية الخاصة، ما من شأنه أن يعيد ثقة المرأة في نفسها وفي المجتمع أيضاً، كما يقول الناشط أوس إسماعيل الخفاجي، واصفاً الظاهرة بأنها "إيجابية بكل تأكيد".
نهى محمود (34 عاماً) موظفة في إحدى المؤسسات الحكومية، ترتاد يومياً مقهى رضا علوان، وهو أحد أشهر المقاهي في العراق والذي تأسس منذ عام 1960. تقول لـ "العربي الجديد" إنّ المقهى يوفر مساحة لعدد من المثقفين من كلا الجنسين، فترى الكثير من النساء اللواتي يتمتعن بالحرية لناحية ارتداء الملابس أو تدخين السجائر والشيشة. وتأتي بعض النساء للقراءة أو العمل". وتشير إلى أن توفير أماكن للنساء في المقاهي بشكل كلي أو جزئي نال استحسان الكثير من النساء والعائلات.  

من جهتها، تقول الصحافية إسراء الأديب التي تعمل في إحدى الصحف المحلية في محافظة كربلاء جنوبي البلاد، إنها تقصد هذه المقاهي لإنجاز بعض الأعمال الكتابية والقراءة، لافتة إلى أن المقهى لم يعد مجرد مكان للعب الدومينو أو التدخين وغير ذلك. تضيف: "جلوسي في مقهى يستقبل كلاً من الجنسين أمر طبيعي جداً بعدما كان دخول الفتاة إلى المقهى ظاهرة غير مألوفة في كربلاء، حيث تواجه المرأة نظرة مقيدة بسبب الطابع الديني والاجتماعي". وترى أن "ما تشهده محافظة كربلاء من عمران وإعادة تأهيل للبنى التحتية كان له دور إيجابي في افتتاح عدد من المقاهي المخصصة للقراءة والكتابة والتبادل المعرفي بالدرجة الأولى".
إلى ذلك، يقول علي الشمري وهو صاحب مقهى في بغداد، إن "تغير نظرة المجتمع للأماكن المختلطة جعل النساء يقبلن على ارتيادها حتى ساعات متأخرة من الليل، وخصوصاً بعد الاستقرار الأمني وانتشار عناصر الأمن والدوريات في الأماكن التجارية وسط العاصمة".
وعن الجانب الصحي، يبين الشمري لـ "العربي الجديد" أن "فرق وزارة الصحة لها دور أيضاً في تقويم عمل المقاهي من خلال زياراتها الدورية والمفاجئة، للتأكد من النظافة والالتزام بالشروط الصحية والسلامة، وقد تفرض غرامات وعقوبات على المخالفين تصل إلى حد الإغلاق".

في المقابل، وعلى الرغم هذا التطور والانفتاح، يرى البعض أن "هذه المقاهي دخيلة على المجتمع، وقد خلقت بيئة غير لائقة للنساء في المجتمع العراقي". وتقول الباحثة الاجتماعية هالة السيد علي لـ "العربي الجديد": إن "ظاهرة جلوس الفتاة في المقهى غير حضارية كما وصفتها إحدى السيدات وهي والدة لفتاة بعمر الـ 20 عاماً لا تسمح لابنتها الجلوس في مثل هذه الأماكن، علماً أنها تصطدم دائماً معها بسبب الأمر. إذ تحاول الإبنة مراراً تبيان أن المقهى لم يعد كما في السابق للرجال والتدخين ولعب النرد والدومينو فقط، ولكنها تضطر في النهاية إلى الامتثال لرأي والدتها".
وتشير الباحثة إلى أن "العراق يبقى مجتمعاً عشائرياً، ما قد يعرض حياة العاملات في هذه الأماكن للخطر والتعنيف والاستهداف من ضعفاء النفوس. لذلك، بدأ أصحاب هذه المقاهي اختيار أماكن راقية تسكنها الطبقة الوسطى أو الثرية، في حين تكاد تخلو المناطق الشعبية من مشاريع المقاهي المختلطة لأنها أقل تقبلاً للفكرة". وتبقى هذه المقاهي مساحة آمنة للنساء للعمل أو القراءة أو قضاء الوقت مع الصديقات وغير ذلك، كما تساهم في خلق جو من الألفة بين اللواتي يقصدن هذه المقاهي باستمرار. 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
عفواً ومغفرة ياإلهي... أنا إلهُكَ في البدء: الحقيقة إننا نعيش في مجتمع مجنون _ وخاصة في مجتمعنا _ يدفعنا إلى حافة الانفجار، ومن النادر أن تجد إنساناً وسط هذا الصخب والجنون لا يشكو من التوتر والقلق والتوجس على المستقبل، يشكو الإكتئاب والحزن والناس وسوء معاملتهم وحبهم لأنانيتهم المهلكة ، وعصبيتهم المقيتة ، وكبريائهم القاتلة، وطائفيتهم المميتة ،ومحسوبيتهم المصلحية ،ومحاصصتهم الطائفية، ومناصبهم المسروقة ، ومراكزهم المباعة ، كما ويشعر البشر بأنهم تائهين لا أهداف لهم، وإنْ وُجدَتْ فهي متناقضة مبعثرة، ولم تعد هناك لذّة في العمل أو منفعة في الحياة... إنها سلسلة متصلة من الضيق والغضب والضغط والانفعال وأخيراً الموت . العراق: عودة النازحين ممنوعة العراق: عودة النازحين ممنوعة يتندّر أشقاؤنا السوريون عند ذكر أوضاع بلادهم بإطلاق تسمية "حارة كلمن إيدو إلو" عليها، وفق المثل الشعبي الذي أعاده إلى أذهانهم مسلسل "صح النوم" الكوميدي الذي أنتج في مطالع سبعينيات القرن الراحل فضيحة "البسكويت" ومسئولية المالكي سميراسطيفوشبلا/ لكي نفهم ما جرى ويجري الان في قضية بسكويت الاطفال المستورد الى العراق من قبل وزارة التربية العراقية عن طريق منظمة الغذاء خطر الفتنة الطائفية وغياب المعالجات الجادة عبد الرحمن أبو عوف مصطفى/ تناول الكثير من الكتّاب والمثقفين العراقيين موضوع الطائفية من حيث البعد التاريخي وآثارها السياسية والإجتماعية،
Side Adv1 Side Adv2