Skip to main content
التهجير العشائري في العراق.. سلطة القبيلة تتحدى القانون Facebook Twitter YouTube Telegram

التهجير العشائري في العراق.. سلطة القبيلة تتحدى القانون

المصدر: شفقنا نيوز

في العراق، لا يقتصر التهجير على الحروب والصراعات السياسية، بل تتصدر النزاعات العشائرية مشهد الإقصاء القسري، فتفرض القبائل سلطتها على الأفراد والعائلات، أحيانًا أقوى من سلطة الدولة نفسها. وبينما تسعى الأجهزة الأمنية لاستعادة النظام، يظل التهجير العشائري أحد أبرز التحديات التي تعكس صراع النفوذ بين العشيرة والقانون.

تختلف طبيعة عمليات التهجير في العراق، فإلى جانب النزوح القسري الناجم عن أسباب سياسية وأمنية يأتي ذلك المجتمعي الذي تتسبّب فيه النزاعات العشائرية في المناطق.

وفي حين أنّ التهجير بكلّ أنواعه يُبعد العراقيين عن ديارهم وأهلهم، فإنّ مئات من العراقيين النازحين قسراً عن مناطقهم لا يستطيعون العودة إليها إلا بقرارات عشائرية.

وراحت كفّة الطبيعة العشائرية ترجح في المجتمع العراقي بعدما اشتدّ نفوذ العشائر عقب الغزو الأميركي للبلاد في عام 2003، وصارت لها بذلك سلطة تنافس، إن لم نقل تغلب أحياناً، سلطة القانون والأمن.

ولا تهدأ الصراعات القبلية والنزاعات العشائرية في المحافظات العراقية، خصوصاً الجنوبية منها، على الرغم من التوصيات الأمنية والقرارات القضائية المشدّدة لمنع استخدام السلاح من جانب عدد من العشائر، الأمر الذي يتسبّب في العادة بمقتل وجرح عشرات من المدنيين بالإضافة إلى أضرار مادية في الممتلكات وتعطيل للحياة العامة.

حرب الشوارع

وقد شهدت مناطق نزاعات تكاد تقترب من حرب الشوارع في بعض الأحيان، ما استدعى تدخّل القوات المسلحة العراقية (الجيش) لفضّها.

وعلى أثر النزاعات وما ينتج عنها من قتلى وجرحى، تفرض أحياناً العشائر المتضرّرة، أو تلك التي تتمتّع بنفوذ وقوة مناطقيَّين، على أشخاص معيّنين من العشائر التي تتنازع معها، قرارات إبعاد من المنطقة لمدد محدّدة أو غير محددة، ما يعني “تهجير بسلطة العشائرية”.

وفي الأسبوع الماضي، تمكّنت قيادة شرطة محافظة البصرة (جنوب)، التي تعَدّ من أكثر محافظات البلاد التي تشهد نزاعات عشائرية، من إعادة عائلات هجّرت على مدى فترة طويلة من إحدى مناطق المحافظة بسبب العشائرية السائدة.

ووفقاً لقائد شرطة شمال البصرة اللواء علي مشاري، فإنّ “قوة أمنية كبيرة من المديرية تمكّنت من إعادة العائلات التي مضى على تهجيرها أكثر من سنتَين ونصف السنة إلى منازلها في منطقة أم الشويج في قضاء المدينة”.

وأوضح أنّ “القوات الأمنية مستمرّة بفرض الأمن في مناطق شمال البصرة، وهي تتعامل مع الجميع وفقاً للقانون”، مشدّداً على أنّ “لا قوة تعلو عليه في سبيل حماية المواطنين وتسيير أمور حياتهم”.

استرضاء العشائر

ولا تعيد القوات الأمنية تلك العائلات بالقوة، بل تعمل الجهات الأمنية على استرضاء العشائر التي أقصت تلك العائلات للقبول بإعادتها، إذا لا يمكن، بحسب العرف العشائري، أن تعود العائلات المبعدة بالقوة وتتحدّى العشائر التي أبعدتها.

ويشرح الشيخ علي المياحي، من وجهاء البصرة، أنّ “إعادة العائلات المديَّرة (المبعدة) عشائرياً أمر جيد وخطوة مهمّة في الإصلاح المجتمعي”،

مبيناً، أنّ “عملية الإبعاد بالنسبة إلى المتورّطين في عمليات قتل أو اعتداء عشائريَّين ليست جديدة في المجتمع العراقي، وهي أمر جيد يضمن عدم استفزاز العائلات المعتدى عليها، عندما يكون المعتدي في خارج المنطقة ولا يراه أحد”.

ويلفت المياحي إلى أنّ “الأمر السلبي في هذه السنينة العشائرية (القانون العشائري) أنّ الإبعاد لم يعد مبرّراً في بعض الأحيان، في السنوات الأخيرة، وقد يكون مرهوناً بالقوة العشائرية، أي أنّ العشيرة ذات القوة والشوكة تفرض قرار الإبعاد بحسب ما تريده على الأشخاص أو العائلات الأكثر ضعفاً”،

موضحاً أنّ “هذا باب يدخله التعسّف والظلم أحياناً، وأنّ عائلات كثيرة وأشخاصاً مبعدين كثيرين يناشدون لإعادتهم إلى مناطقهم. ويتدخّل وجهاء العشائر والقيادات الأمنية والمجتمعية في الغالب لإعادة المبعدين”.

موافقة العشائر

ويؤكد أنّ “أيّ إعادة لا تجري إلا بعد موافقة العشائر التي عمدت إلى الإبعاد (العائلات أو الأفراد)، وأنّ عشائر كثيرة تتنازل بقرار مكتوب وموقّع عن حقّها في إبعاد الجاني”،

مشيراً إلى أنّ “عمليات كثيرة لإعادة عائلات نفّذت في العام الجاري وذلك الذي سبقه، قبل انتهاء مدّة إبعادها المحدّدة، وذلك بعد التراضي مع العشيرة – الخصم”.

ويبيّن مسؤولون أمنيون أنّ “التهجير العشائري” أقصى مئات العائلات في كثير من المحافظات العراقية، إلا أنّ معظم تلك العمليات أتت في المحافظات الجنوبية التي تسجّل أكبر عدد من النزاعات العشائرية.

ويقول الرائد مهدي المسعودي، في وزارة الداخلية العراقية،  إنّ وزارته “تسجّل مئات العائلات المهجّرة عشائرياً في عموم محافظات البلاد، وإنّ هذا الأمر من الملفات التي تجري متابعتها والسعي إلى إيجاد حلول لها”.

يضيف أنّ “وزارة الداخلية وقيادات الشرطة التابعة لها ترى وجوب توفّر الأمن قبل إعادة تلك العائلات إلى مناطقها، لكنّ هذا لا يعني أنّها لا تعمل على عمليات الإعادة”.

ويشير المسعودي إلى أنّ “الملفّ يكون شائكاً أحياناً مع بعض المبعدين، وثمّة صعوبة لإعادتهم بسبب تشدّد العشائر المقابلة لهم. بالتالي فإنّ بقاءهم خارج مناطقهم يكون أفضل لهم، من الجهة الأمنية”.

قرارات العشائر

ويتابع أنّ “اعتراف وزارة الداخلية بقرارات العشائر وتنفيذها لا يعني أنّ السلطة العليا في البلاد هي للعشائر على القانون، بل يعني أنّ ثمّة أهمية أحياناً لتلك القرارات وأنّ الوزارة ترى ضرورة إنفاذها حفاظاً على الأمن والمصلحة العامة”.

في المقابل، يرى خبراء في القانون أنّ استمرار التعاطي مع القوانين العشائرية في العراق بالطريقة القائمة يمثّل إضعافاً لسلطة القانون في كلّ الأحوال.

ويقول المتخصص في الشأن القانوني مجيد الهيازعي : “لا ننكر أنّ العشائرية تغلب في المجتمع العراقي، إلا أنّ ذلك لا يعني أنّ الأجهزة الأمنية، التي يفترض أن تنفّذ القانون على الجميع، تقبل بقوانين العشائر، فهي تنفّذها وتتعامل معها بحذر”.

ويشدّد الهيازعي على أنّ “نظرة المشرّع القانوني أبعد مدى من نظرة العشائر، لذا يجب أن تكون الأحكام القانونية هي النافذة في العراق، فوق كلّ سلطة أخرى مهما كانت”،

مشيراً إلى أنّ “إنفاذ قانون العشائر هو إضعاف لسلطة الدولة، لذا يجب وضع حدّ لتلك القوانين التي تتعارض مع سلطة القانون وسلطة الدولة”.

وتعَدّ النزاعات العشائرية في جنوب العراق ووسطه إحدى أبرز المشكلات الأمنية التي تعاني منها تلك المناطق، إذ تحصل بين حين وآخر مواجهات مسلحة توقع قتلى وجرحى بين عشائر مختلفة، لأسباب يتعلّق معظمها بمشكلات الأراضي الزراعية والحصص المائية، يستخدم فيها أحياناً سلاح متوسط وقذائف هاون وقذائف صاروخية تحمَل على الأكتاف.

Opinions
الأخبار اقرأ المزيد
مقاطع جلسات البرلمان او الحكومة لاتمثل الية ايجابية للاصلاح والتصحيح . شبكة اخبار نركال/NNN/ اصدر رئيس كتلة الفضيلة عمار طعمة بيانا تلقت شبكتنا نسخة منه وفيما يلي نصه: مقاطع جلسات البرلمان او الحكومة لاتمثل الية ايجابية للاصلاح والتصحيح . • منظمة حمورابي لحقوق الانسان تجوب مقر المعتصمين في ساحة التحرير للتعرف عن قضيتهم • عدد المعتصمين في الاسبوع الاول من الاعتصام كان ( 5685) ولكن اعدادهم تناقصت • معتصمون يقولون أنهم تركوا وظائفهم بسبب الصراعات الطائفية منذ عام 2006 وآخرون خلال احتلال داعش لبعض المناطق عام 2014، والبعض الآخر بسبب التهديدات العشائرية والغاء العقود وانقطاع الطرق بين المحافظات • معلومات المعتصمين تفيد أن الفساد في وزارتي الداخلية والدفاع يحول دون النظر في قضيتهم ومعلومات حكومية تشير الى أن اغلب المعتصمين دخلوا الهروب وهم متخاذلون وتسري عليهم القوانين الخاصة بذلك • ستة من المعتصمين فقدوا حياتهم بسبب حوادث الطرق، وواحد فقد اطرافه مطلوب حلول جذرية لمشكلة التسول في العراق مطلوب حلول جذرية لمشكلة التسول في العراق كأي بلد يمر بأزمات متعاقبة وخصوصا عندما يتعرض للإحتلالات شهد العراق العديد من الازمات الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية قبل الغزو الامريكي واحتلاله وبعده نتج عنها جيوش من النازحين ومن العاطلين عن العمل • السيدة باسكال وردا.. تكريم غبطة البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني لمنظمة حمورابي لحقوق الإنسان وسام اعتزاز وحافز لنا إلى المزيد من الجهد أعربت السيدة باسكال وردا رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الإنسان وزيرة الهجرة والمهجرين الأسبق عضو شبكة النساء
Side Adv1 Side Adv2