Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لحكومة فاعلة تتدارك الأخطاء

 

   في تعليقي على هذه العبارة التي وردت في خطبة الجمعة اليوم في الصحن الحسيني الشريف في مدينة كربلاء المقدسة، على لسان معتمد المرجعية الدينية العليا في مدينة النجف الأشرف سماحة السيد احمد الصافي، قلت في حديث لمراسل إذاعة طهران باللغة العربية:

   ان المرجعية الدينية حريصة كل الحرص على إيجاد حلول سياسية للازمة التي تمر بها البلاد، فالتعبئة العسكرية لا تكفي لتجاوز المرحلة الصعبة، اذ يجب على كل الأطراف السياسية الالتزام بالتوقيتات الدستورية للإسراع في تشكيل مؤسسات الدولة، الرئاسات الثلاث والحكومة.

   كما ان المرجعية حريصة كل الحرص على ان يتم صيانة وحماية صوت الناخب الذي أدلى به في الانتخابات النيابية الاخيرة، فهي تعتبر التجاوز على النتائج خط احمر لا يحق لأي كان التلاعب بها مهما كانت الظروف، بل على العكس، فهي ترى ان الالتزام بنتائج الانتخابات في إطار الدستور الذي تحدث عن تفاصيل تسمية الرئاسات الثلاث، امر سيقلّل من الاحتقانات الطائفية والإثنية والسياسية والمناطقية، فلقد أدلى المواطنون في كل محافظات العراق بأصواتهم لمن اعتقدوا انه اقدر من غيره على تمثيل مصالحه تحت قبة البرلمان، ولذلك لا يجوز لاحد الطعن بشرعية اي فائز بمقعد تحت قبة البرلمان، خاصة بعد ان صادقت المحكمة الدستورية العليا على النتائج.

   ان دعوة المرجعية لتشكيل حكومة فاعلة لا يعني الدعوة لتغيير الأشخاص فحسب، خاصة الذين اثبتوا فشلهم طوال السنوات الثمان الماضية، لأي سبب كان، وإنما كذلك تغيير العقلية والمنهجية والأدوات والوسائل والأساليب وكل ما يتعلق بمفهوم بناء الدولة على أساس العدل والمساواة وتكافؤ الفرص.

   ان العقلية التدميرية التي ظلت تعشعش في عقول بعض القادة والزعماء، هي التي انتهت بالعراق الى ما نراه اليوم من مخاطر جسيمة تهدد كيانه بسبب تمدد الإرهاب وتوسع (الفقاعة) على حد وصف دولة السيد رئيس مجلس الوزراء، لتهدد العاصمة بغداد. 

   ان التهرب من المسؤولية عند الفشل والإخفاق والبحث عن كبش فداء عند كل أزمة، والتلويح بالملفات (السرية) لتركيع الخصم او ابتزازه، وانتهاج سياسة صناعة الأزمات وسياسات الإقصاء للحلفاء فضلا عن المنافسين السياسيين، وان عقلية التفرد بالسلطة والاستبداد في صناعة القرارات الاستراتيجية، وسياسات تهميش مجلس النواب ومنعه من اداء الدور الرقابي، ان كل ذلك يجب ان يتغيّر عند البحث في تشكيل الحكومة الجديدة التي تريدها المرجعية فاعلة تحظى بقبول وطني واسع تتدارك الأخطاء السابقة وتفتح آفاقاً جديدة لجميع العراقيين لمستقبل أفضل، على حد وصف خطيب الجمعة.

   وان مفتاح كل ذلك هو الاستفادة من أخطاء الماضي لتستبدل الفشل بالنجاح والأزمات بالحلول السياسية والعقلية الفردية بالعقلية الجماعية والفساد المالي والمحسوبية والعشائرية وكل انواع الفساد الاداري بالنزاهة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

   في الحكومة الفاعلة لا ينتظر البرلمان مدة (٤) سنوات لإقالة رئيس مجلس الوزراء او الوزير الفاشل، فلقد نص الدستور على آليات الإقالة والتغيير متى ما شعر البرلمان بفشل اي واحد منهم، او عدم قدرته على اداء واجباته ازاء الوطن والمواطن.

   اعتقد شخصيا ان الحكومة الحالية، وبكل شخوصها، قد استنفدت أغراضها، ولذلك ينبغي اجراء تغيير كلي وحقيقي ان من حيث الاسماء او من حيث الحجم والوزارات، وهذا لا يتعارض ابدا مع الدستور الذي لم يشترط ان يكون رئيس الحكومة او الوزير عضوا في البرلمان، فضلا عن انه نص على ان الكتلة النيابية الاكثر عددا هي التي تتشكل تحت قبة البرلمان عند انعقاد اول جلسة رسمية له، فلا دخل لصندوق الاقتراع ونتائجه اي دخل في ذلك، ولهذا السبب لا يحق لاحد ان يتحجج بصندوق الاقتراع ابدا.

   نقطة اخرى مهمة جدا تطرقت اليها المرجعية الدينية، فيما يخص التصدي للإرهاب، فالفتوى اريد لها آلية لتوحيد الشارع العراقي في مواجهته للإرهاب، لانه لا يستهدف فئة دون اخرى او منطقة اخرى، فهو يستهدف العراق، كل العراق، ويستهدف نظامه الديمقراطي، وان من يوظف الإرهاب لتحقيق أجندات سياسية خاصة إنما يرتكب خطا عظيما بل جريمة عظيمة بحق البلاد والعباد، فللديمقراطية أدواتها ليس من بينها القتل والذبح والإرهاب وجهاد النكاح ابدا.

   ٢٠ حزيران ٢٠١٤

                   للتواصل:

E-mail: nhaidar@hotmail. com

Face Book: Nazar Haidar 

WhatsApp & Viber: + 1 (804) 837-3920

                          

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
التعليم العالي والبحث العلمي: الصعوبات ومبررات الإصلاح ومهمة الحكومة العراقية الجديدة القادمة !!! عامر صالح/ تأتي أهمية إصلاح التعليم العالي بشكل خاص باعتباره الأداة الإستراتيجية التي يعتمد عليها في تقدم المجتمعات وحل مشاكلها الحاضرة في نظامان فاشلان.. ونظام ناجح جاسم الحلفي/ خلف النظام الدكتاتوري الراحل جداراً من العزله بين العرب والكورد، اما نظام المحاصصة الطائفية والاثنية، فقد عمق ذلك وأنتج شرخ نازحو سنجار... عودة مؤجلة إلى حين استتباب الأمن نازحو سنجار... عودة مؤجلة إلى حين استتباب الأمن لا يزال نحو 200 ألف عراقي من سكان مدينة سنجار الواقعة غربيّ محافظة نينوى شماليّ العراق على جبل سنجار، التي تبعد عن مدينة الموصل 80 كيلومتراً، ومعظمهم من الأيزيديين، ممنوعين من العودة إلى مدينتهم، على الرغم من مرور نحو 8 سنوات على طرد تنظيم الدولة الإسلامي في يومهم العالمي.. أطفال العراق في عين العاصفة و في يومهم العالمي.. أطفال العراق في عين العاصفة و"التغيرات المناخية" تضيف أزمة جديدة بينما يحتفل أطفال العالم باليوم العالمي، يواجه اقرانهم في العراق جُملة من التحديات والمشاكل الأساسية التي تفاقمت مع تداعيات الأوضاع الاقتصادية والبطالة وارتفاع معدلات الفقر
Side Adv2 Side Adv1