Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قادة المستقبل... من يصنعهم؟

السؤال: هل يصلح الأساتذة العرب اليوم لهذه المهمّة الصعبة؟ وكيف هي تجاربهم في تكوين صنّاع القرار سواء كان ذلك القرار سياسيا أم إداريا أم ماليا أم اقتصاديا أم عسكريا أم إعلاميا. الخ...؟ إن الأساتذة العرب في أعمهم الأغلب أناس فاشلون عن أداء ابسط أدوات المعرفة، وفشلهم لا يعود إلى ضعف قدراتهم فحسب، بل إن ظروفهم الصعبة والقيود التي تكبّلهم وضعف تكوينات بعضهم تجعلهم من ابعد الناس عن تكوين جيل ليس من القادة وحسب، بل حتى ليس من المختصين العاديين، فكيف تريدون منهم صناعة قادة لهم يعززون دورهم الحيوي الفعال في الحياة العامة؟ لو أحصينا كم من الأساتذة العرب الممتازين والمبدعين تمّ إقصاؤهم أو تهميشهم أو تهجيرهم، لقلنا بأن الحياة العربية من أسوأ بيئات العالم في صنع مستقبلها. ولو فحصنا من يعشش في أروقة الجامعات والمعاهد العربية من أناس خاملين متكلسين لا يفقهون من المعرفة المعاصرة شيئاً لبكى العالم على حالنا!
ثمة نقائص وسلبيات لا تعد ولا تحصى، كتلك التي يعاني منها النظام التعليمي والفكري في عالمنا العربي، وهي تتعلّق بما للمنظومة العربية من مواطن خلل مزمنة منذ أن تأسس هذا النظام وما لحقه من مثالب سياسية، وقيود فكرية، ومحرمات سلطوية. للأسف هو لم يجد حتى يومنا هذا أي أسلوب للإصلاح والتحديث. ودعوني أشير إلى ابرز مواطن الخلل ومنها: العناية بالأشكال لا المضامين، وبالكم لا بالنوع، فضلا عن انتفاء الحريات الفكرية والمناهج النقدية. وإذا كان المجتمع قد أصابه الفساد فبتأثير سياسات الدول والحكومات في النصف الثاني من القرن العشرين:

- أولا، فشل المخرجات التربوية في صناعة مؤهلين لتلقي العلم والمعرفة في المعاهد والجامعات العربية، فالمدارس فاشلة، وعلينا أن نفحص كتباً عدة مقررة في مدارسنا العربية لنكتشف هول ما يدرسه الأبناء، وهم يؤهلون أنفسهم للمعرفة والاختصاص بعد سنوات. إنهم يتربون على تناقضات لا حصر لها، وقد انغلقت عقلياتهم ، وتحجّمت أدوارهم، وتكلست أفكارهم، فكيف سيتعامل مثل هؤلاء في المعاهد والجامعات؟

-ثانيا، الجامعات العربية مترهلة بأساتذة ومحاضرين تخرّجوا من خلال منحهم شهادات ورقية دخلوا من خلالها رحاب الجامعات من دون أي فهم أو إدراك لطبيعة الحياة الأكاديمية ومستلزماتها وصناعة تكوين المستقبل. لقد تخرج في أروقة الجامعات العربية المئات بل الآلاف من حملة الشهادات العليا ممن لا يجيدون التعامل أبدا مع مستحدثات العلوم والمعرفة في العالم بحكم ضعف لغتهم الأجنبية (بل انعدامها عند معظمهم). إن سلسلة ساذجة من الترقيات والدرجات «العلمية» قد منحت لهم من خلال «بحوث» غير علمية أبدا. هؤلاء يتحملون اليوم وزر تخريج الآلاف المؤلفة من طلبة العلم العرب وصناعة قادة فاشلين مستقبلا.

- ثالثا، جرت محاولات عدة لإصلاح التعليم العالي عربيا في بلدان عربية عدة من دون أي نتائج ايجابية، ويكمن السبب في السياسات التعليمية البليدة التي تحتاج إلى علاجات جذرية والاستماع إلى نصائح وتقييمات خبراء دوليين، مع غياب اتحاد الجامعات العربية عن أي مبادرة بفعل مصالح إدارات جامعية عربية من الوضع القائم ! ناهيكم عن أن إصلاح الجامعات والمنظومة التعليمية لا يمكن أن يتم بمعزل عن إصلاح كل من المجتمع والدولة معا، إذ إن ما يربط الجزء بالكل أساسي في عملية التقييم.

نشرت في مجلة الاسبوعية ، 17 / 7/ 2009 ، ويعاد نشرها على موقع الدكتور سيار الجميل

www.sayyaraljamil.com

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
اعـداد المعتقليـن لـدى قـوات التحالـف تنخفـض الـى مـا دون 11,000 ؛ وتعـد النسـبة الأقـل منـذ تشـرين الأول 2005 شبكة اخبار نركال/NNN/ بغـداد/ افادت القوات المتعددة الجنسيات فـي العـراق بأنهاأقتـربت والحكومـة العراقيـة يـوم وحدة قوى اليسار والعلمانية والليبرالية خطوة متأخرة في أول الطريق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وقوى اليسار والتقدم، بما فيها القوى العلمانية والليبرالية كانت هدفاً لكل الأنظمة الرجعية والقومية المتعصبة التي تعاقبت على الحكم في العراق، وبلغت ذروتها خلال الحقبة التي حكم فيها حزب البعث البلاد حتى سقوطه على يد الجيوش باسكال وردا تلتقي نائب رئيس الجمهورية ضمن وفد التضامن المسيحي الدولي نركال كيت/بغداد/ لمناقشة وضع مسيحيي العراق والمهجرين والمهاجرين العراقيين على العموم ، التقت السيدة باسكال وردا وزير المهجرين والمهاجرين الاسبق والناشطة في مجال حقوق الانسان النائب عن حزب الفضيلة عمار طعمة : انفراج أزمة تشكيل الحكومة يبدأ بتكوين تحالف وطني موسع من الكتل الفائزة شبكة أخبار نركال/NNN/ قال النائب عن حزب الفضيلة الإسلامي الدكتور عمار طعمة في تصريح صحفي له اليوم "من خلال
Side Adv1 Side Adv2