Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عيون عوراء و مصالح عرجاء

 

تعامل الفرقاء السياسيين و كل من له علاقة بإقرار قانوني الاحوال الشخصية و القضاء الجعفريين و خاصة ممن يحسبون على الدائرة الشيعية نفسها الجهة المستفيدة و صاحبة المصلحة على أنهما قوانين (الفضيلة ) و أقرارهما سيعتبر أنجازاً يحسب لحزب الفضيلة الاسلامي و بالتالي سيحقق له نصراً أنتخابياً و هذا لا يرضي الكثيرين بالطبع , فوضع هؤلاء المصلحة العامة للمذهب جانباً و ضربوها عرض الجدار  وقدموا مصالحهم الحزبية الضيقة على المصلحة العامة فحرموا الامة من حق لها , إن هذه العقدة التي توضع في عجلة التقدم يدفع ثمنها البلد و الشعب و الجماهير و قد لمسناها بوضوح في تجارب سابقة كما حصل في تجربة البصرة بمرارتها و قسوتها و تمارس اليوم في محافظة الديوانية ضد حكومتها و محافظها و تمارس في أغلب محافظات العراق و أنتقلت العدوى الى البرلمان فقانون كالبنى التحتية لا يقر لأنه قد يحسب سياسياً لمصلحة جهة معينة و أخيراً و ليس أخراً القانونين الجعفريين فخسر العراق و شعبه الكثير من القوانين و المشاريع و المصالح لو تم اقرارها لكان بحال أفضل من واقعه المزري الذي يعيشه اليوم فإلى متى نبقى ندفع ثمن مواقف مسجونة في أسوار المصالح الضيقة ؟ و من يصحح الاعوجاج الذي لم يقتصر على النخب السياسية و قيادات الاحزاب المتصدية بل سرت العدوى الى القاعدة أي الجماهير المتحزبة التي لا تتفاعل مع أي مشروع لا يطرح عن طريق بوابة أحزابها حتى إن كان المشروع يصب في خدمتها و لمصلحتها بشكل عام و هذا عارض لمرض خطير يصيب الناس و يحولهم الى كانتونات حزبية مغلقة لا يمزق لحمة البلد الاجتماعية فحسب و إنما يسيرههم في أتجاهات متقاطعة فعندما لا تهتم الجماهير بمصالحها المهمة لا بل تهمش و ترفض و لا تبالي بأي مشروع خرج من جهة لا تنتمي إليها فهذا كاشف عن مستوى متدني من الوعي و صنمية غالبة و ضيقة عند الامة فالأمر لا يقتصر على قوانين البرلمان و الحكومة و إن كانت مهمة لتسيير شؤون الناس و تمس حياتهم اليومية بل تعداه الى عدم التفاعل و محاربة و رفض و تهميش أي مشروع أسلامي لا يخرج من كنف مرجعية غير مرجعية التقليد و الضرر هنا أكبر و أقسى لان الخاسر هو الاسلام و الابتعاد عن جادة الحق أو التأخير , فإجهاض المشاريع الخاسر فيه هي الامة و هذا ما عشناه في زمن ثورة السيد الصدر الثاني (قدس ) و مشروعه الاصلاحي الكبير فحوربت فريضة صلاة الجمعة و أعتبرت فتنة و بدعة رغم ما لمسوه من نتائج راقية على المستوى الإيماني و الإصلاحي في المجتمع و لكن بعد سنوات عاد الرافضون و المشككون أنفسهم ليمارسوا صلاة الجمعة و يدعون لها و جعلوها منبراً لهم , و ما أكثر المشاريع الاصلاحية التي لم ترى ما تستحق من أهتمام و تفعيل فقط لأنها لم تذيل بختم معين أو إسم معين فمن شروط إمضاء المشاريع و صحتها أن تكون منتمية لجهات معينة أو تخرج من رحم برانيات معينة حتى و ان كانت هذه الجهات مفلسة فكرياً و متخلفة و متأخرة بخطوات عن معالجة مشاكل و قضايا تهم الناس و يعاني منها المجتمع الموبوء بالكثير من الامراض و المعضلات و المشاكل التي تحتاج الى الاطباء و المعالجين الدوارون بطبهم , يبقى رهاننا على شريحة المثقفين الشباب الواعين العابرة عقولهم للحزبية و الفئوية و المتجاوزون لحواجز الصنمية و تأليه البشر و الانانية و المصالح الضيقة . 

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
كيف يخرج العراق من الأزمات ..؟ كيف يخرج العراق من الأزمات ..؟ فراس الغضبان الحمداني/يتضمن عنوان مقالنا اليوم تساؤلا كبيرا ليس بمقدور هذه المقالة المحدودة المساحة الإجابة عليه وإنما أردنا ان نحفز الآخرين للبحث عن إجابة وحلول لهذه الأزمات المتكررات المتراكمات عسى ان نصل إلى بر الأمان كما وصلت شعوب أخرى سبقتنا بالفوضى الخلاقة قضايا الساعة - حوار بين سلام فرج وصائب خليل صائب خليل/ المثقف تستضيف الكاتب والسياسي الاستاذ صائب خليل، ضمن مرايا ثقافية – فكرية لتحاوره حول مجموعة من القضايا الراهنة، ذات البعد الفكري والثقافي والسياسي، فاهلا ومرحبا به. الدبلوماسية تاريخ ومفاهيم الدكتور حنا عيسى/ اصل كلمة الدبلوماسية يونانية، اشتقت من كلمة دبلوم أو دبلون، ومعناها طبق أو طوى أو ثنى، حيث قال شيشرون عن الدبلوماسية عام 106-43 ق.م، "إن استخدام كلمة دبلوما بمعنى ثروة الجنرال قاسم عطا هادي جلو مرعي/ نحاول العمل جاهدين - على الأقل بقدر تعلق الأمر بعملنا الصحفي- وفي مجال تحرير الأخبار ونقلها وتحليلها والكتابة النقدية وفي
Side Adv2 Side Adv1