Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حين غنى العالم بلي يابلبول

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


في العام 1936، وكان الحدث الكبير في ألمانيا العظيمة ،وكان هتلر زعيم الرايخ الثالث يحضر مؤتمر الكشافة العالمي، وطلب من جميع الوفود عند المرورمن أمام منصة التحية أن تقرأ نشيد بلادها الوطني، ولم يكن للعراق أنذاك نشيد وطني، وكان ضمن كشافة العراق الأمير غازي وهو الملك الفجيع بعد ذلك حيث قتل ظلما في العام 1939 كما قتل ولده الشهيد فيصل الثاني رحه الله ظلما على يد ثلة من الضباط الخونة. بعد ذلك، بينما كان رئيس الوفد الفنان الكبير حافظ الدروبي ،وكانت المهمة جسيمة، والحرج كبيرا يصعب تفاديه في هذا الحشد العالمي الكبير والموغل في الرهبة، وتحطيم القلوب، وفي حضرة أدولف هتلر شاغل الناس بسلوكه وسياساته وحروبه وتحالفاته.

أحرج الأمير غازي كثيرا، فمن أين له بنشيد وطني ،والعراق بعد مازال دولة محتلة من البريطانيين الذين إنشغلوا بترتيبات الحكم والسيطرة ،وصد المقاومة ،وليس غريبا أن لايكون من نشيد حينها ،فنحن مازلنا منذ عشر سنين نتجاذب الرغبات، والمعارك الثقافية والسياسية من أجل أن نتفق على نشيد لوطننا، نجتمع عليه بكل مكوناتنا الطائفية والقومية والدينية والمناطقية، ولم يحصل أي إتفاق في هذا الشأن لحد اللحظة الراهنة والمسكونة بقلق عميق من القادم والمخفي لنا ولبلدنا الحبيب العراق.

كان الموقف صعبا ومعقدا للغاية ، وعلى الوفد العراقي أن يؤدي التحية ،وأن يتلو نشيد بلاده، وهو أمر طبيعي لايمكن أن يصدق أحد أنه غير ذلك من كل الموجودين في ساحة الإحتفال الكبير ،ولم يكن لدينا بعد نشيد ...

وطن مد على الأفق جناحا

وأرتقى مجد الحضارات وشاحا.

ولم يكن لدينا نشيد:

موطني موطني

المرحوم حافظ الدروبي كان عراقيا، وكان ملهما ، وقال للكشافة العراقية. سأردد وترددون بعدي كلمة (بلي) فقط، وعندما وصل كشافة العراق الى أمام منصة التحية، صار يقرأ النشيد الوطني التالي:

(يابنات بلبول) ، والوفد المستعرض يردد بصوت عال، بلي.

 

يابنات بلبول بلي

 

ماشفتوا عصفور.

 

بلي.

 

ينگر بالطاسه.

 

بلي

 

ورده وياسه

 

بلي

 

الخ.

 

فتفاعل الحشد الكبير من كشافة العالم في أكبر ملعب بألمانيا وصار العالم يردد:

 

بلي بلي بلي

 

وقيل أن حتى المرحوم هتلر الذي إجتاح أوربا وتوغل في روسيا وأفريقيا وتحالف مع اليابان تفاعل مع كشافة العراق. وقد تخلصوا من الإحراج لعدم وجود نشيد وطني عراقي .

يكثر الجدل هذه الأيام، وربما منذ أيام طويلة حول إمكانية الإتفاق على نشيد وطني يجمع العراقيين من الجنوب الى الشمال ،ويكون ملبيا للشروط القومية والدينية والمناطقية، ولايغفل تاريخ وحضارة العراق، ومجده التليد ،ولايبتعد كثيرا عن أسس ماكان عليه هذا الوطن، وهذا الشعب من تراث حضاري، وقيمي وديني .وربما يقترب الجميع في مجلس النواب خلال الفترة المقبلة من التوافق عليه ونتخلص ن الإحرا ولانعود نتذكر ( بلي يابلبول بلي ماشفت عصفور بلي ) ،وقد لاننساه لأنه ذكرى عزيزة من وطن يعاني القروح والكدمات، ويأبى أن يفارق ساحة الحزن التي أكلت منه الوجه وشوهت معالم الصورة.

 

Ham83ada@yahoo.com

 



 







Opinions
المقالات اقرأ المزيد
الحل هو إزالة قطر هادي جلو مرعي/ طلبت الى صديقتها أن تتركها والمرأة التي تقف على الباب لتتحدث إليها وتعرف بغيتها ،وحين دخلت الصديقة، تظاهراتكم قد فسدت- الجزء الثاني – من فوبيا إيران إلى أحضان إسرائيل صائب خليل/ قبل سنوات كانت الصحافة الهولندية تسأل الشابة الصومالية التي وجهتها السي آي أي لإثارة الناس ضد الإسلام في هولندا، إن كانت تفكر بالتوقف عن عملها خوفاً على حياتها أم أن لها الشجاعة اللازمة للإستمرار. القدرة الشرائية للكلمة أحمد أبورتيمة/ كما أن هناك قيمةً شرائيةً للعملة كذلك توجد قيمة شرائية للكلمة.. لماذا يضطر أحدنا حين يريد إقناع الآخرين بصدقه أن يقسم جهد أيمانه..ألا يكفي أن يقول كلمة الصدق وحسب فيصدقه الناس؟! استطلاع رأي: لماذا يشهد العراق ارتفاعاً مخيفاً في حالات العنف الأسري؟ استطلاع رأي: لماذا يشهد العراق ارتفاعاً مخيفاً في حالات العنف الأسري؟ في الآونة الأخيرة تفشت ظاهرة العنف الأسري بشكل لافت وغير مسبوق في مجتمعنا العراقي، ومعظم هذه الحالات تقع على عاتق ثلاثة فئات وهم النساء والأطفال وكبار السن وظهر حديثاً فئة الرابعة وهي تعنيف وتعذيب الرجال
Side Adv1 Side Adv2