Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تحت التحت وفوق الفوق

 

 

مللنا من إكذوبة الشراكة حيث تمضي السفينة وفيها العشرات ممن يحملون صفة الربان ،ويمكن لسياسي واحد أن يكون دولة بمفرده يسمع له الناس ويطيعوه ،ويمكن ذلك لوزير ولنائب ولوكيل وزير ولمدير عام ولعضو في حزب وتكتل ،أو جماعة سياسية، أو دينية، أو عشائرية والجميع لهم الحصانة والهيبة والوقار ،ولهم الحق في أن يقولوا مايريدون ....وتبهت الوجوه والألسن ،وتصغي الأسماع له،وتبتهج النفوس ،وتفرح ،وتستقر الضمائر لوعوده وكلماته الربانية ولإلهامه الموعود بالظفر فلايأتيه الباطل من بين يديه ،ولامن خلفه لأنه جاء لينتشل العباد من وهدة التردي والخوف والحرمان، وينتقل بهم الى عوالم فسيحة من التطور والرقي والنهوض ،ولديه مشاريع لاحدود لها يمكن أن يصنعها للشعب الثائر على التاريخ المكتنز بالحرمان والإنتظار لغد أفضل وأجمل وأنمى.

 

حين ذاك يكون الجميع في معرض إصدار الأوامر، ولاأحد له الحق في رفض تنفيذها ،بينما لايقبلون هم أن تلقى عليهم الأوامر ولايستسيغون سماعها إن كانت قولا، ولايقرأونها إن كانت مكتوبة ومعنونة ،فهم فوق القانون وفوق الدستور وفوق الفوق ،ولايفقهون من كلمة تحت شيئا ،ولاوجود لها في قواميسهم ،وقد كانوا من فترة ليست بالبعيدة لايفهمون الفوق  وتعودوا على التحت ،وربما كانوا تحت التحت، لكنهم اليوم، وكما هو واضح فوق الفوق، ولهم السبق في القول والفعل والمقام والمنصب والرفعة ،ولاهم لهم إلا تامين أنفسهم ومكاسبهم ،وليس لهم شأن بالناس العاديين الذين لم يعودوا من مقامهم ،ولامن مستواهم، ولامن صنفهم بعد أن رقتهم السماء الى منزلة عليا لاسبيل لدنوها ،ولاالى خفضها لأي سبب كان.

 

العملية السياسية في العراق وبالشكل الذي هي عليه طينت عيشة الناس وسببت لهم المتاعب بأشكال وأصناف لاحصر لها ،بل وزادت من عذاباتهم ولونت حياتهم بالسواد بفعل الموت والإرهاب الأعمى الذي طال كل شئ ،ولم يستثن شئ من عمران وإنسان وحيوان وأسواق ومدارس ومستشفيات ،وليس للسياسيين سوى التصريح بالقول الفصيح والكلام المعسول الذي لاقيمة له ولا أهمية سوى إنه كلام في النهاية يمكن أن  يخدع فئة بسيطة لكنه لايصمد وينكشف بعد مدة ،والكتل السياسية تخوض في مشاكل لانهاية لها بسبب الطريقة التي تشكلت بموبها العملية السياسية وأرغم حتى السياسيون أن يتداولوا السلطة بموبها بشكل غير منظم جعل من المحاصصة والتوافق والشراكة عناوين عريضة في مساحة ضيقة لاتحتمل إلا أن يكون فيها شكل واحد يرعى الجميع وفق نظام سياسي واضح المعالم يكون للحكومة فيه دور فاعل ،ويأخذ المعارضون دورهم بدلا من الطريقة الحالية التي يتنازع فيها الناس المناصب والمواقف والحصص ،وهذا النظام هو الحكم بالأغلبية السياسية التي أصبحت الحل الأخير في ظل هذا التناطح والتنابز الذي لاسابق له في هذه البلاد التي تحولت بفعله الى قائمة الدول المنتظرة لشئ قد يحدث ،لكنه لايبدو قريب التحقق وعلينا أن نسرع الخطى في هذا السبيل.

 

 

 

 










 





Opinions
المقالات اقرأ المزيد
البدع التكفيرية المستحدثة، القرضاوي أميرا للإستحداث عبد الرحمن أبو عوف مصطفى/ لقد تم كتابة الكثير من المقالات والتحليلات ووضعت العديد من المعالجات حول الارهاب المقيت من قبل الاقلام الحرة وقد تم فضح الدول تأملات في الإنسان سهى بطرس قوجا/ لنتأمل قليلا في تلك الشجرة الشامخة على الأرض، أغصانها ترتفع بما يسكنها من ثمار أو زهر وأوراق في فضاء الحياة، كيف يخرج العراق من الأزمات ..؟ كيف يخرج العراق من الأزمات ..؟ فراس الغضبان الحمداني/يتضمن عنوان مقالنا اليوم تساؤلا كبيرا ليس بمقدور هذه المقالة المحدودة المساحة الإجابة عليه وإنما أردنا ان نحفز الآخرين للبحث عن إجابة وحلول لهذه الأزمات المتكررات المتراكمات عسى ان نصل إلى بر الأمان كما وصلت شعوب أخرى سبقتنا بالفوضى الخلاقة تهجير المسيحيين... لا تدعوها تصبح وصمة عار في تاريخنا! صائب خليل/ ما يتعرض له المسيحيون خطير وكبير ومؤلم، ليس فقط عليهم، بل على البلد والشعب كله وما يتوقع أن يصيبه حين يراد اقتطاع فلذة من
Side Adv2 Side Adv1