Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

( المسيحي ) توما مراد !!

توفى في الاسبوع الماضي ابن عمي المرحوم توما مراد في قريته الجميلة ديره بون، تلك القرية التي ولد فيها عام 1938 والتي تقع في زاوية خضراء من ارض أقليم كردستان العراق.

فقد انهى دراسته الابتدائية في قرية فيشخابور، واكمل دارسته في الموصل وبعدها في كركوك، وهناك حيث انضم الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي .. وقد استطاع بحكمته وذكائه وهدوئه وبساطته ان يكسب حب الناس، فكان محط اعتزاز
وتقدير كل من عرفه، وحين جاء انقلاب شباط الدموي عام 1963 كان لتوما مراد حصة كبيرة من مطاردة ازلام السلطة حتى تمكن الحرس القومي من اعتقاله بعد شهرين في مدينة الموصل بعد ان وشى به احد الاصدقاء، ولم تمر الا ايام قليلة حتى تعلن حكومة شباط اسمه ضمن قوائم المحكومين بالاعدام، حيث كان تسلسله الرابع عشر. وحين نفذ حكم الاعدام بجميع الاسماء المذكورة في القوائم كان توما الاسم الوحيد الذي لم ينفذ به حكم الاعدام، اذ تدخل القدر فأبعد حبل المشنقه عن عنقه. هنا يجب ان نذكر ان اسم ابن عمي ( توما ) قد خدمه خدمة عظيمة فقد انتبه القاضي الى اسم توما، ثم رفع راسه مستغرباً ونظر اليه قائلاً :

( لك توما انت مسيحي !!

فاجابه : نعم انا مسيحي !!

فقال له بغضب : لك انت هم مسيحي وهم معادي للثورة ! )

ثم التفت الى أحد مساعديه قائلاً :

( هذا المسيحي اشطبوا اسمه من قائمة المعدومين اريده يموت بالتعذيب )

وهكذا نفذ حكم الاعدام بجميع الاسماء الموجودة في القائمة الا توما مراد حيث انقذه اسمه ( المسيحي ) من حبل المشنقة بطريقة تدل على عنصرية القاضي ووضاعته، اذ اعتبر هذا المعتوه، أن المسيحية لوحدها تهمة، لذلك استكثر على ( المواطن المسيحي ) أن يناضل مع اخوانه العراقيين ( مسلمين وصابئة وايزيديه وشبك من اجل حرية وسعادة الوطن ).

ورغم التعذيب والاضطهاد والضغوط النفسية، فقد صمد توما مراد في سجن نقرة سلمان المرعب، وكذلك سجن الرمادي، وجميع المواقف والمراكز التي سجن فيها، وظل هذا المناضل وفياً لقضية شعبه ومبادئه الانسانية ، فلم يخن، ولم يتراجع، ولم ينكسر رغم الصعاب.

ومن باب الوفاء لرفاقه الذين اعدموا، فقد اسمى ثلاثة من ابناء اخيه باسماء رفاقه الشهداء حين كان سجيناً في سجن الرمادي.

فابناء اخيه عماد - وفارس - ورائد - اليوم، شهود على وفاء ذلك المناضل. كما ان اثار التعذيب وقلع الاظافر وما بقيه من علامات واثار
الجلد بسياط الفاشية، هي اوسمة فخر واعتزاز ليس للفقيد وحده، وانما هي اوسمةً لجميع افراد عائلته.

تباً ليد المنية التي اخذت هذا الضرغام من بين اهله ومحبيه.

فلك يا أبا ثائر المجد والعزة والذكر الطيب
----------------------------------------

حميد مراد
ديترويت \ امريكا
ihrsusa@yahoo.com Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
المالكي يبحث مع الحكيم الأوضاع الأمنية والاقتصادية للبلد بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع رئيس قائمة الائتلاف العراقي الموحد سماحة السيد عبد العزيز الحكيم منظمة حمورابي لحقوق الانسان تشارك في حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة شبكة أخبار نركال/HHRO/NNN/ شاركت السيدة باسكال وردا ، مسؤولة العلاقات العامة لمنظمة حمورابي لحقوق الانسان والوزير السابق، في لجنة دعم اعمار وخدمات البصرة تقرر إنشاء اكبر سوق شعبي شبكة اخبار نركال/NNN/ قررت لجنة دعم اعمار وخدمات البصرة إنشاء اكبر سوق شعبي في عموم المحافظة يقع في القانون واضح ..قرارات المحكمة الجنائية العراقية العليا غير قابلة للتخفيف أو العفو بمرسوم جمهوري!! كثر الحديث في هذه الأيام عن قضية تخفيف الأحكام الصادرة بحق المدانين بجرائم الآنفال من الإعدام إلى عقوبة السجن المؤبد أو ما شابه ، وهذه الدعوة بحد ذاتها تفتقر إلى أي سند قانوني أو أساس موضوعي والتي فندها بشدة ورفضها جملةً وتفصيلاً قاضي التمييز في المحكمة
Side Adv2 Side Adv1