Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الكتاب بدل العبوة الناسفة

 

قيل قديماً (مصر تؤلف و لبنان تطبع و العراق يقرأ ) و هذه المقولة تعكس صورة أن العراقيين كانوا القراء الأوائل في الوطن العربي و رواد الثقافة و المعرفة و ملتهمي ما يصدر من مؤلفات بكل ألوان الفكر و مجالات الأبداع الأدبي و العلمي و الفلسفي و لكن حدث نكوص هائل و أنحسار شديد في واقع القرّاء و رواد الكتب لأسباب عديدة تراكبت و تعاضدت  مع بعضها لتنتج أجيال لم يصادقوا خير جليس في الزمان و هجروا الكتاب و بالتالي عاشت المعرفة غربة فحل الجهل ضيفاً و رفعت رايته على رؤوس الاشهاد فتنفس التطرف و التعصب و نمى التخلف في ربوع العراق ليتخلل نهج التكفير بين طيات مجتمعنا و يجد له مستقراً و مستودعاً في حبيبات تربة هذا الوطن , مستورداً قبيحاً من دول الجوار التي لا تريد بالعراق الخير فسلمت الرؤوس الخاوية طواعية لتملأ بنتاج متطرف لا يرى الخير الا عفونة أفكاره و يحكم على كل من لا يخضع لمنهجه بسلب الحياة و قطع الرأس الذي يفكر لأنه لا يريد الفكر ، و يقتلع القلوب لأنه لا يرغب بقلوب تنبض بحب الاخرين و يقتلع العيون لأنه لايرى الا ظلمة أفكاره ، إنهم كالاعشاب الضارة التي حتى لو قطعتها الف مرة ستعود للنمو لتزاحم الافكار الصالحة و تشوش على المصلحين و قبل أن نصل الى مرحلة مأساوية بأخر الدواء الكي ، و نقطع العضو المصاب من جسد العراق علينا تحصين مجتمعنا بالمعرفة و افضل طريق لها هو الكتاب فتحريره من السجن الذي وضع فيه في هذه السنوات و أعادته الى الحياة و ترغيب الأجيال الناشئة بالكتاب و المطالعة و حب المعرفة مقابل الموجة العارمة من التجهيل و التسابق المحموم في أقتناء أخر صيحات أجهزة الاتصال و التواصل لأرضاء الشهوات و أشباعها بينما لا يوجد من يهتم بالكتاب حتى من قبل المدرسة التي هي ( مصنع المعرفة ) فألغي درس المطالعة و حكم على المكتبات بالموت السريري و تخرجت أجيال تتبعها أجيال لم تقلب في حياتها كتاب ، الا المناهج الدراسية التي يبغضونها ، إننا نملك وقت الفراغ المهدور الهائل و الدليل كثرة المقاهي و تكاثرها و أصطفاف الشباب فيها لساعات لا يستنزفون فيها الا وقتهم في شرب (النركيلة ) و تداول الاحاديث السطحية عن برشلونة و ريال مدريد و لو أستثمر ربع هذا الوقت في مطالعة كتيب صغير أو صحيفة أو مقال ما لأنتشر الوعي في مجتمعنا و رأينا بوضوح ما يراد و ما يدار بنا و حولنا ، هي دعوة لأصحاب القدرة و المسؤولية للعودة بنا الى الكتاب كحل مقابل ثقافة التجهيل تتزامن مع معارض الكتاب الدولية الكبيرة التي تقام حالياً في النجف و بغداد و دمتم سالمين . 

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
جائزة نوبل لقاء انتحال مبادرة جــودت هوشــيار/ هل يستحق جائزة نوبل للسلام ، من ينتحل لنفسه مبادرة قدمها آخرون ؟ الجواب .. كلا .. بطبيعة الحال ، عفواً ومغفرة ياإلهي... أنا إلهُكَ في البدء: الحقيقة إننا نعيش في مجتمع مجنون _ وخاصة في مجتمعنا _ يدفعنا إلى حافة الانفجار، ومن النادر أن تجد إنساناً وسط هذا الصخب والجنون لا يشكو من التوتر والقلق والتوجس على المستقبل، يشكو الإكتئاب والحزن والناس وسوء معاملتهم وحبهم لأنانيتهم المهلكة ، وعصبيتهم المقيتة ، وكبريائهم القاتلة، وطائفيتهم المميتة ،ومحسوبيتهم المصلحية ،ومحاصصتهم الطائفية، ومناصبهم المسروقة ، ومراكزهم المباعة ، كما ويشعر البشر بأنهم تائهين لا أهداف لهم، وإنْ وُجدَتْ فهي متناقضة مبعثرة، ولم تعد هناك لذّة في العمل أو منفعة في الحياة... إنها سلسلة متصلة من الضيق والغضب والضغط والانفعال وأخيراً الموت . الكابوس الذي اقض مضاجع المالكي جـــودت هوشـيار/ الوثائق الرسمية والأدلة الدامغة ، التي قدمها وفد المعارضة السورية الى مؤتمر ( جنيف -2 ) لا يدع مجالا للشك ان ( داعش ) هي خصوم سانت ليغو... ذريعة اخرى تسقط! جاسم الحلفي/ ان ابرز ذريعة يتشدق بها خصوم نظام سانت ليغو الانتخابي، هي سماحه (بتمثيل القوائم الصغيرة التي أصبحت ابرز عوائق تشكيل الحكومات المحلية،
Side Adv1 Side Adv2