
الجفاف يضرب أحد فروع نهر الفرات في العراق
المصدر: القدس العربي
نشر ناشطون ومدونون على منصّات التواصل الاجتماعي، صوراً قالوا إنها تُظهر الجفاف الحاد في أحد أفرع نهر الفرات في محافظة الديوانية، وتحوّل أحد أجزائه إلى ملعب لكرة القدم، وسط تحذيرات من أن تسعة أنهار فرعية في جنوب العراق تتعرض لتأثير مباشر من أزمة الجفاف التي تهدد المنطقة بخطر كبير.
ويعدّ نهر الشامية، وهي منطقة تابعة لمحافظة الديوانية الجنوبية، أحد الفروع البارزة لنهر الفرات، ويقسم النهر المدينة إلى قسم أيمن كبير وأيسر أصغر مساحةً.
لكن الجفاف الذي تعيشه البلاد، حالياً، ينذر بتحول المدينة الى قسم بري واحد إذا واصل منسوب المياه في الانخفاض، وجفَّ النهر بالكامل. وأظهرت صور شباناً يلعبون كرة قدم داخل مجرى النهر بعد أن باتت أرضاً جافة من المياه، دفعتهم لنصب مرمى كرة قدم في المكان.
ويظهر في الصور التراجع الكبير في منسوب المياه التي لم تعد تشغل أكثر من مجرى صغير في الوادي الكبير الذي كان يمتلئ في الماضي بالمياه.
وتسبب انخفاض منسوب مياه النهر لذلك المستوى في توقف عمل الكثير من محطات ضخ المياه للمدينة.
كما أثر تراجع منسوب مياه نهر الشامية على زراعة محصولي القمح والشعير اللذين تشتهر بهما المنطقة.
ويتفرع نهر الفرات القادم من سوريا وينبع من تركيا، في عدة مناطق عراقية، ويتوحد مجدداً قبل أن يلتقي مع نهر دجلة مشكلاً شط العرب في محافظة البصرة بأقصى جنوب العراق.
وتصنف الأمم المتحدة العراق من البلدان الخمسة الأكثر تأثراً بالتغيير المناخي في العالم، ومواجهة آثار اقتصادية خاصة في قطاع الزراعة، والبيئية والصحية، تمثل تهديدات خطيرة يواجهها العراق.
وأكدت لجنة الزراعة والمياه النيابية، أن تسعة أنهار فرعية في جنوب العراق تتعرض لتأثير مباشر من أزمة الجفاف التي تهدد المنطقة بخطر كبير.
وقال عضو اللجنة، النائب ثائر الجبوري، في تصريحات صحافية، إن «هذه الأنهار الفرعية تشكل نقاطاً حيوية لنقل المياه إلى أرياف وقرى مترامية في المحافظات الجنوبية، وقد بدأت تشهد تقلصاً واضحاً في مناسيب المياه، ما يثير ناقوس الخطر» مشيراً إلى أن «هذه الأنهار تمثل شريان حياة لعشرات بل مئات القرى التي تعتمد بشكل رئيس على الزراعة، بالإضافة إلى احتمال توقف بعض محطات الإسالة التي تغذي هذه المناطق».
وأضاف أن «أزمة الجفاف تزداد تفاقماً مع مرور الوقت، وقد تصل إلى ذروتها مع حلول صيف 2025، ما يستوجب اتخاذ حلول عاجلة» داعياً إلى ضرورة «تحرك بغداد واتخاذ موقف واضح تجاه أنقرة، وحثها على زيادة إطلاقات المياه في نهري دجلة والفرات، لزيادة تدفق المياه إلى الجداول والأنهار الفرعية في الجنوب، لتفادي ما وصفه بـ(تسونامي جفاف) قد يؤدي إلى ارتدادات خطيرة على المستوى الأمني والاقتصادي والاجتماعي».
وحسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية العراقية، خالد الشمال، فإن العراق يواجه تحديات جسيمة بإدارة موارده المائية نتيجة للتغيرات المناخية الحادة وارتفاع الحرارة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وفعَّالة لحماية هذه الموارد الحيوية.
ويرى المسؤول الحكومي في تصريح سابق، أن العراق يعد من بين أكثر 5 دول تضررا من ظاهرة الاحتباس الحراري والجفاف، وأدى ذلك لانخفاض الإيرادات المائية وتراجع المساحات الزراعية وتدهور بيئة الأهوار، وحسب الشمال، اتخذت وزارة الموارد المائية إجراءات على محورين رئيسين:
أولا الخارجي، وتمثل بمواصلة الحوار مع دول الجوار المائي (تركيا، وإيران، وسوريا) لضمان حصول العراق على حصته العادلة من المياه، والتنسيق مع المنظمات الدولية والأمم المتحدة لتسليط الضوء على حقوق العراق المائية، وجعل ملف المياه سياديا وبإشراف مباشر من رئيس الوزراء العراقي، وتوقيع الاتفاقية الإطارية مع الجانب التركي التي ستساهم بتحسين قدرة العراق على مواجهة أزمة المياه».
أما على المحور الداخلي، فقد عمدت الوزارة لتشكيل خلايا أزمة بكل المحافظات العراقية لإدارة الموارد المائية بشكل فعال، وتطبيق نظام المناوبة لتوزيع المياه بين ضفتي نهري دجلة والفرات.
وحتى مارس/آذار 2024، سجّلت «المنظمة الدولية للهجرة» وجود أكثر من 140 ألف عراقي نازح في سياق الجفاف وتدهور الأراضي، مشيرة إلى إنه إذا لم تُلبَّ احتياجات والنازحين داخليا بشكل كافٍ، فقد يزيد ذلك من الضغط على الخدمات، ويرفع أسعار المواد الغذائية، ويفاقم التوترات الاجتماعية، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى الاحتجاجات وحتى العنف، حسب تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش».
