Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

اختزال الديمقراطية

يحاول المتنفذون في العراق تشويه الديمقراطية عبر اختزالها الى بعض الحقوق السياسية فقط، وأصبحت حدودها في مفهوم اغلب المواطنين لا تخرج عن العملية الانتخابية وحسب، يمارسون دورهم من خلالها، في اختيار من يمثلهم، بدوافع وتأثيرات مختلفة، فيما يستمد منها المتنفذ شرعية بقائه في الحكم أربع سنوات، يمارس فيها سلطاته بالطريقة التي تروق له ولحلقته الصغيرة من المقربين. وبالمقابل لا يلتفت الى الوعود البراقة التي أطلقها إبان حملته الانتخابية، والتي غدت كأنها هواء في شبك، ما أسفر ذلك عن ندم المواطنين على مشاركتهم فيها، وسرعان ما عبروا عن خيبة أمل كبيرة، من أداء الذين انتخبوهم، ووضعوا ثقتهم فيهم، من خلال الاحتجاجات المتنوعة التي شملت اغلب محافظات العراق، التي شاركت فيها شرائح متنوعة من الشعب العراقي وبزخم جماهيري كبير.

لقد التف المتنفذون، على متطلبات الديمقراطية وحقوق المواطن السياسية، فلم تكن النقابات وحدها التي عانت من تدخلات السلطة، وليست هي المؤسسات المستقلة فقط، كانت بمنأى عن تأثيراتها، بل غدت موضوعة تأمين الحق في طلب إجازات تسيير الظاهرات، وتنظيم الاعتصامات تواجه معوقات كثيرة لا مبرر لها، في مخالفة صريحة للدستور، الذي ضمن حرية المواطن في التعبير عن أرائه بالإشكال والطرائق السلمية.

ويبدو ان هناك استعارة من تراث أنظمة " العالم الثالث " حيث أحكام الطوارئ، فضلا عن التبريرات الجاهزة التي اعتادت تلك الأنظمة من إطلاقها، مثل " المصلحة العامة "، و "العدو الخارجي "، و "الحذر من ان تستغل من قبل قوى الإرهاب "، و " تقوية الجبهة الداخلية " .... الخ، هذه الحجج التي تهدف الى إخفاء الرفض الشعبي للأنظمة التي لا تستجيب الى مصالح المواطنين، فهي وان شكلت متراسا لحماية للأنظمة الى حين، فإنها في نفس الوقت عملت على تقويض أي فرصة لتأمين الحريات السياسية.

لا يمكن إنكار الحقوق السياسية وأهميتها للإنسان وانعكاس ذلك على تنمية سلوك وطني ديمقراطي مشارك في القضايا العامة، حيث تعد هذه الحقوق، الى جانب قضايا أخرى، من الحاجات الأساسية للإنسان، وحريته. لكن المواطن يحتاج، الى جانب ذلك، تأمين الخدمات الأساسية المتعلقة بمعيشته وحياته، من توفير الكهرباء والماء الصالح للشرب، وفرص العمل، والتعليم المجاني لكافة المستويات، والطبابة والعلاج المجاني.

وإذ تمكن مكر السياسيين، من التفريق بين أبناء الشعب العراقي عبر انتهاج الطائفية، وترسيخ المحاصصة، فان حاجات المواطنين للخدمات وأهمية توفيرها قد وحدتهم، في حركة مطلبيه واعدة، متنوعة الأساليب ومتعددة الوسائل. وحدت العراقيين في تأبين شهيد الحركة المطلبية، الشهيد المظلوم "حيدر داود سلمان" الذي غدر به دون ذنب سوى ممارسة حقه بإرادة وعزم وشجاعة بالاحتجاج على نقص الخدمات، وكأنه يقول: سبع سنوات مضت، ونحن ننتظر وعود التنمية والإعمار والبناء، لم تقدموا الممكن وما نستحق، لقد أسكرتكم نشوة السلطة، وأغرتكم امتيازاتها، وأبعدكم النفوذ عن ناخبيكم، ان ديمقراطيتكم ناقصة دون تأمين حاجات المواطن المعيشية والحياتية، لا ديمقراطية بدون حرية المواطن وكرامته الإنسانية.
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
الأقلية الأيزيدية إهمال حكومي وعنف مجتمعي اليزيدية او الأيزيدية او الدسناي قوم عراقي أصيل تتأثل جذوره في اعماق تربة الوطن العراقي ، ورثوا ثقافتهم وتراثهم ودينهم من آبائهم وأجدادهم ، كما هو الحال بالنسبة للأديان والثقافات الأخرى ، فالمسلم ورث أسلامه من آبائه وأجداده وكذلك المسيحي واليهودي والأدي مجهولون يفجرون أربعة منازل شمالي الموصل شبكة اخبار نركال/NNN/الموصل/ قال مصدر امني ان مجهولين قاموا بتفجير أربعة منازل في منطقة الرشيدية شمالي مدينة مجلس الرئاسة يصدر قانون تعويض المتضررين جراء العمليات الحربية والأخطاء العسكرية والعمليات الإرهابية رقم (20) لسنة 2009 شبكة اخبار نركال/NNN/ أصدر مجلس الرئاسة، الاثنين 26-10-2009، قانون تعويض المتضررين جراء العمليات الحربية والأخطاء العسكرية والعمليات احتجاز مجرم مشتبه به خلال تنفيذ غارة في الصباح الباكر في بغداد شبكة اخبار نركال/NNN/ بغداد / افادت القوات المتعددة الجنسيات بأن قواتها في بغداد احتجزت مجرم مشتبه به بتاريخ
Side Adv2 Side Adv1