Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إن "المثقفين" لفي ضلال مبين!

-1-
الثورات العربية، التي اندلعت وأدت إلى سقوط الأنظمة السياسية في تونس، ومصر، وليبيا، والثورات العربية التي تحاول إسقاط الأنظمة في اليمن، وسوريا، والسودان، ومناطق أخرى من العالم العربي، لم تفعل شيئاً – حتى الآن- غير إسقاط الأنظمة السياسية، واستبدال حاكم بآخر، ربما يكون أفضل ممن سقط، وربما يكون مثله، وعلى شاكلته، وربما يكون أفضل منه. ويعتمد ذلك على البلد ذاته، وعلى توفر النخب السياسية الصالحة، والقادرة على الحكم.


فلماذا أصبح المثقفون في ضلال مبين، كما يقول عنوان هذا المقال؟
لنشرح بالتفصيل.

-2-
ليست مهمة الثورات، أن تُحدث التغيير الشامل الفوري. فهذا ما لم تقدر عليه أية ثورة سابقة في التاريخ!

ولكن الثورة لا تصبح ثورة، إلا إذا أحدثت تغييراً جذرياً في السياسة، فجاءت بالعدالة بدل الظلم، وبالمساواة بدل المحاباة.. الخ.

والثورة لا تصبح ثورة، إلا إذا أحدثت تغييراً في البُنية الاجتماعية، فأشبعت الفقراء، وكست العُراة، وشغَّلت العاطلين، وأمَّنت كافة المواطنين – مدى الحياة - صحياً، وتعليمياً، واجتماعياً.


والثورة لا تصبح ثورة، إلا أحدثت إصلاحاً حقيقياً في التعليم، وجعلت التعليم لصالح العلم، وليس التلقين، ولصالح المعرفة، وليس الخرافة.
والثورة لا تصبح ثورة، إلا إذا أنقذت الاقتصاد من الإفلاس والتدهور.
فالثورات كالعجين، يجب أن تختمر، لكي تُصبح خبزاً للفقراء، وليست (كعكاً) على مائدة الأثرياء والنبلاء.

-3-
بعد نجاح الثورات في بلدان ثلاثة، تقرر إجراء انتخابات نزيهة، وشفافة، ومراقَبة من قِبل كافة عيون العالم السياسية، والإعلامية، المباشرة وغير المباشرة.
وكان مجرد الإعلان عن إجراء مثل هذه الانتخابات، أن يصبح الفائز فيها – مسبقاً - هو التيار الديني، لا محالة. ذلك أن هذا التيار، كان هو الفائز الحقيقي في السابق، في انتخابات كثيرة جرت. ولكن سلطات الأمن، في الأنظمة السياسية السابقة والساقطة، لم تكن تعلن نتيجة التصويت الصحيحة والواقعية. وتعلن عن اكتساح "حزب السلطة" الانتخابات بنسب خُرافية مضحكة، تصل إلى 99%. إضافة إلى منع التيارات الدينية، من الترشُّح، وعدم السماح لها بممارسة العمل السياسي، بحجة أن لا سياسة في الدين. وما كان الدين غير سياسة في معظمه. والرسول عليه السلام – كما هو معروف تاريخياً - قد أقام الدولة السياسية (دولة الرسول) في المدينة المنورة، قبل اكتمال الرسالة الدينية.

-4-
إذن، فقد تربى، ونشأ الناخب العربي – مسلماً كان أم مسيحياً - تربية وتنشئة دينية في السياسة، وسياسية في الدين.

وهو لا يفقه في السياسة، كما يفقه في الدين.

ولكي يكون سياسياً (ناصحاً) يجيد الاختيار السياسي العصري الحديث، يلزمه أن يقرأ كثيراً، ويعرف كثيراً.

إذن، فالناخبُ العربي ناخب ديني، وليس ناخباً سياسياً.

بمعنى أنه – كمتدين تديناً شعبياً - ينتخب رجل الدين، والمتدينين على شاكلته، ومن يفهم منهم وعليهم، وإن كانوا لا يفقهون بالسياسة، ويعتبرون "الديمقراطية" بضاعة الكفار المستوردة. فكل ما حول الناخب العربي، هو من التراث الديني التقليدي، في البيت، والشارع، والمعهد، والمكتب، وفي الراديو، وفي التلفزيون، وفي الكتاب، وفي الصحيفة، وعلى الورق، وعلى شاشة الكومبيوتر. والثقافة الدينية الشعبية، لا السياسية، هي السائدة وهي "دماغ" الغالبية العظمى. وساعد الفقر، والخوف من عذاب الآخرة، والجهل العلمي والتعليمي، رجال الدين، على أن يكونوا في الصدارة، والأمارة، والإغارة، كذلك.

فلماذا كل هذا العجب من المثقفين؟

ولماذا يستكثر- الآن - كثير من المثقفين على اليمين العربي، أن يفوز بما فاز اليوم، وهو الفائز في الأمس، وقبل الأمس، وفي كل انتخابات سابقة، لو كانوا يعدلون؟

-5-
وحين تعامل المرشح الديني، مع الناخب العربي، عرف جيداً كيف يتعامل معه، وكيف يخاطبه، ومن أي الأبواب الانتخابية يدخل إليه، ليحصل على صوته الانتخابي.

فأدرك المرشح أن ناخبه ديني وليس سياسياً، فعليه أن يخاطبه بالشعارات الدينية:

"الإسلام هو الحل"،

و"انتخبونا من أجل القضاء على الرذيلة"،

و" انصرونا لتنصروا الإسلام"،

و"من لا ينتخبني، لا يدخل الجنة"،

و "من لا ينتخبنا فهو كافر".. الخ.


وأدرك المرشح الديني الفطن، أن غالبية ناخبيه من الفقراء الجائعين. فوزَّع عليهم قبل الانتخابات أكياس الرز، والسُكَّر، واللحم، وقوارير الزيت.
وأدرك المرشح الديني الفطن، أن ناخبيه ليسوا هولنديين، أو سويديين، أو بريطانيين ذوي تاريخ عريق في الوعي السياسي، وفي الديمقراطية، أو حتى أتراك، ممن اسقطوا الخلافة الإسلامية، وألبسوا الإسلام ثوب الحداثة والمعاصرة، وإنما هم أناس بسطاء، ليس لهم في العير السياسي، ولا في النفير الديمقراطي.

وهمهم الوحيد، العيش بسلام، وشبع، وستر.

وكانت هذه وعود المرشحين الذين اكتسحوا الساحة، وفازوا بالسبق.
وللموضوع صلة.




http://akhbaar.org/home/2012/01/122772.html




Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
التاريخ يتكلم الحلقة 114 بلدتي القوش الكبيرة  الصغيرة !!! التاريخ يتكلم الحلقة 114 بلدتي القوش الكبيرة الصغيرة !!! لاادري كيف وبم ابدآ قصة حياتي التي لا بد ان تكون الطفولة مدخلاً لها ، ذكريات حلوة و مرة اختلطت فيها , احياناً صور مآساوية يعجز القلم عن وصفها , الذكريات الجميلة حينما لا يفقه الانسان ما يدور حوله خاصة اذا كانت الظروف المحيطة به ذات مواصفات خاصة يشب في وس مرصد الحريات الصحفي يدعو للتظاهر أحتجاجا على مقتل سردشت عثمان شبكة أخبار نركال/NNN/مرصد الحريات الصحفية/ دعا مرصد الحريات الصحفية في رسالة وجهها الى عدد من المواقع الالكترونية منها شبكتنا، للتظاهر أحتجاجاً على مقتل الصحفي سردشت عثمان، وفيما يلي نصها: غارات جوية تدمر منطقة تدريب خاصة بالقاعدة في منطقة عرب جبور شبكة اخبار نركال/NNN/بغداد/ تم إسقاط قنابل يبلغ مجموع وزنها 10000 باوند يوم 16 يناير على حصون في منطقة عرب جبور تستعملها القاعدة مقرا لتدريب المجندين الجدد سماحة الشيخ صباح الساعدي يشارك المثقفين والاعلاميين والصحفيين في مظاهرتهم في شارع المتنبي احتجاجا على التضييق على حرية الصحافة والتعبير عن الراي شبكة اخبار نركال/NNN/ شارك سماحة الشيخ صباح الساعدي امس الجمعة 14/8/2009 في التظاهرة التي انطلقت في
Side Adv1 Side Adv2